آفة الزمان

موضوع: آفة الزمان الأحد أغسطس 14, 2011 4:42 am

احيانا تسأم الواقع وتلهتب نفسك بحرائق كالحروب عندما تجد معصم مجتمعنا يكون رده كالاتى (هو دا ممكن؟ !!! ،ازاى دا مستحيل ، صعب جدااااً ،اه ممكن بس مش فى الزمن دا) ،ذلك جانب من الردود ستجدها عندما تسأل الناس او بمعنى اوضح الذين يحملون فى اجسادهم دماء العروبه ذلك السؤال "" هل نستطيع ان نهزم اسرائيل ونحرر فلسطين؟"" هناك رداً اخر قد يكون اكثر وضوحاً وهو (اه ممكن نظرياً بس عملياً ما أعتقدش خالص ) فعندما تعلم الفارق بن النظرى والعملى ستدرك المعنى مثل الطبيب الذى تعلم الطب من الكتب ولكنه لم يمسك مشرطاً قط….

اتكلم هنا عن عدو ً لطالما كان (السر الباتع) للظلم والظالمين والذى ظلت انفسنا تملائها السلبية وروح الهزيمه منها مثات السنين
عدو لا يمكن ان تراه وإنما تحسه يزحف الى اعماقك مالكاً قلبك فى بعض المواقف كالتى تتطلب الشجاعة ،عدواً أصفه بالحارس الامين والصديق المعين للطاغيه والظلم والساعى وراء العدوان والتدمير ،هل ادركت من هو إنه الحليف الاول الان للعرب والمسلمين إنه" الخوف" المقترن دائما بصفات الجبن وعلامات المستحيل ….

لقد تولد فى أنفسنا منذ عدة عقود وحتى اصبحنا لا نرى العالم الا به وفيه ومن خلاله نحكم سلوكياتنا ومواقفنا تجاه اى عمل مشين ، لقد اعمانا الخوف حتى من رؤية حقائق كثيرة اهمها حقيقة انفسنا والتى لو استوعبت فى داخلنا ستكون كعمل السحر أمام العين ،احيانا لا القى اللوم الكبير علينا كشعوب فما زال لدينا أكياساً من الدماء العربيه محمية ومصانه فى داخلنا وبيننا فاللوم يقع على عاتق الانظمه العربيه التى نشرت الخوف منها هى وليست حتى من الاعداء الاخريين فقط فاصبح ليس الخوف من التقدم لخلاص إحتلال فلسطين إنما الخوف اصلا من تغير انفسنا وخلاصها من احتلال الحكام المستبدين ........
ان العرب مثلهم كالفيل الذى ربط صاحبه به كرة من الحديد فأخذ يقاوم ويقاوم حتى يأس يوماً ما واستكان ورضى بالمصير ثم أتى صاحبه وأبدل الكرة بكرة من خشب ولكن الفيل ظل مكانه لان ظنه ان الكرة مازالت حديد كماهى لم تتغير ،فأمور كثيرة تغيرت فى واقعنا العربى مؤخرا تبدلت فيه الاصوات والرموز والشعارات والكنوز ولكننا ظللنا معتقدين بأن الواقع كماهو لم يحدث فيه تغير رغم ان بداخلنا قوى عظيمة تخرج الطغيان وتشفى المجتمع والشعوب من السرطان سرطان التخلف والضعف الذى عجزت سابقا اجهزتنا المناعيه عن تصديها ومحوها من الوجود
بل الان انتقل الخوف اليهم واصبح الرعب فى دمائهم يسير ، بعد ان استيقظ بعض من العرب على حقيقة ذاتهم وامكان عمل المستحيل كخطوه هامة اهتزت لها امريكا اسرائيل بتصريحاتها ضد الحكومة المصريه الحاليه من اتهامت لها من عداء للساميه والامن القومى وما نمدهم به تصدير ...

الخوف هو آفة الزمن ومرض العصور ، ياتى به الله لكل من تباعدت قيم العزة والايمان والحق فيه ، يخلد به فى عالم الفقر والجهل والتخلف والضعف ليس فقرا ماديا انما فقراً يعمى الانسان عما فبه وعما خلقه الله عليه ،ليتنا نتعلم من السابقين ، العالم كماهو ولكن ماتغير هو الرموز محاربه العرب كما هى وعداوة الاسلام مازالت ولا الق بقلقى حيالهما لان كل عصر من العصور كان يوجد من يرد ويقاوم ويظل تحت رايات الحق والطريق المستقيم ولكن اخشى فقط على نفوس الناس من أوهام الخوف التى تصيبه والتى تفقده بريق التقدم ولمعان الحريه فيه
الخوف هو الظل الذى دائما ماكنا نتحامى فيه بعدما اختفت أثار الشجاعه ورحلت واصبنا بضربات اشد من الشمس حراً وعياءً وبلاء ْفى النفوس ،فلا نبكى على صلاح الدين ولا على الاقصى الاسير انما نبكى على انفسنا و على ما حل بها و التى استبشرت خيرا بها حين رايتها فى التحرير ........

» اذا ضحك لك الزمان فكن حذر ....
» يمر الزمان والقلب هو القلب
» رسائل متطايرة عبر أثير الزمان