كم مرة ختمت ..؟ .. وكم آية تدبرت

كم مرة ختمت ..؟ .. وكم آية تدبرت ..؟


::


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .. والصلاة والسلام على إمام الخاشعين والمتقين نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وتبع سنته إلى يوم الدين ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



::


سؤالا يطرحه علينا البعض .. (( كم مرة ختمت القرآن )) ..؟


فتأت الإجابات متباينة .. كل حسب همته .. ووقته ..


لكن .. هل توجه إلينا أحدا يوما بالسؤال .. ( كم آية تدبرت )


ترى .. لماذا ينصب جل اهتمامنا على عدد الختمات .. ولم نفكر يوما في عدد الآيات التي أثرت بقلوبنا .. واهتز لها الوجدان .. ورقرقت لها المدامع ..!!


أخواتي .. تعالوا لنتصارح ونصدق القول مع أنفسنا ..


عندما نجتهد في رمضان .. وغيره .. بقراءة القرآن ..


فنحن نبتغي من هذا عدة أمور ..


منها


الأجر الذي يكتب لنا بكل حرف بإذن الله
ونبتغي أيضا زيادة الإيمان .. وأن نعمق جانبي الخوف والرجاء في أنفسنا ..
وهذا يحدث عندما نقرأ آيات الرحمة ونعيم الجنة .. وآيات الوعيد والعذاب


وأن نستشعر عظمة الخالق سبحانه في آيات الخلق وتدبير الكون ..


ونبتغي بتلاوته كذلك تثبيت الجوانب الروحانية والقلبية الأخرى ..
كزيادة الأخلاص .. وصدق التوكل .. والتحلي بالصبر ..


كذلك تعلم الأخلاق وحسن التعامل ..


وغيرها كثير ..


أقول .. ختمة تتلو ختمة .. هل تحقق مارجوناه منها ..


أم كنا نحرص أن نجد إجابة نفخر بها أمام من سيسألنا .. كم مرة ختمت ..؟
وهنا أقول لصاحب هذا الفكر .. إحذر .. وفتش في قلبك ونواياك ..
فربما عدّ ذلك رياءا .. وبهذا سينقلب العمل ..


وربما نحن بقراءتنا نحاول أن نرضي أنفسنا التي تسعى لتسجيل رقم لايسبقه إليه إلا القلائل ..


فلا نشعر بالتقصير ..


وهنا دعوني اسأل ..


أنت تبتغي الأجر ..؟
لا شك ..!!


حسنا .. هل تعلم إنك إن كررت الآية التي شعرت بتأثيرها على قلبك يتكرر لك أجر قراءتها ..


وهل تعلم إنك إن أعدت الصفحة الواحدة مرات سعيا منك في إستيعاب آياتها .. فإن الأجر بإذن الله سيعاد لك في كل مرة ..


فلماذا العجلة إذا ..
ولماذا تحرم نفسك الخير الذي يأتي قلبك .. وترتقي به نفسك مع آيات الله ..


::


إنك إن تخرج من رمضان بختمة واحدة .. وقد غيرت تلك الختمة .. التي طالما أعدت فيها الآيات ..
وكررت قراءة الصفحات ..


من بعض سلوكك


وزاد إيمان قلبك


وثبت اليقين في صدرك ..


لخير من ختمات عدة .. تنتهي منها كما بدأت ..


::


أتعلمون أن من الصحابة من كان يقيم ليلة كاملة بآية واحدة ..


لعظم وقعها على قلبه .. أو لشدة خوفه من وعيدها ..


وغيرها ..


إذا .. تعالوا نحاول أن نتعامل مع القرآن بقلوبنا .. لا بألسنتنا ..


تعالوا ننسى رقم الصفحة .. والحزب .. والجزء ..


ونغوص في معانيه .. ونمرر الآيات مرة تلو المرة على قلوبنا ..


تعالوا نتشرب الآيات ونبحر فيها بعقلونا ..


وأعلموا .. أن رمضان فرصة ذهبية لهذا الأمر ..


فالهمم عالية .. والنفوس صافية .. والأرواح متعلقة بالخالق ..
والأجواء إيمانية أكثر من أي وقت آخر ..


ليكن رمضان هذا إنطلاقة لنا لننحى منحا جديدا في قراءتنا لكتاب الله سبحانه ..


::



أخيرا أقول ..


هنيئا لمن جعل من آيات الله محطات يرتقي بها قلبه ... وتصفو بها روحه .. وسببا لتغيير نفسه للأفضل ..