الوقفة الثانية: زكاة الفطر
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله زكاة الفطر:
( صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، عن كل عبد أو حر، صغير أو كبير) (رواه البخاري ومسلم)
وفي رواية للبخاري: (
فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة )
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ( وطعمة للمساك
فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمه للمساكين ، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات )
( رواه أبو داود بسند حسن)
ماذا نستخلص من أحاديث زكاة الفطر:
1) أنها فرض واجب، لا خيار ولا عذر في تركها.
2) أنها تجب على المسلمين جميعاً، أغنياء وفقراء، سادة وعبيداً، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، إلا الحمل فإنها تستحب عنه ولا تجب، جاء في حديث عبدالله بن ثعلبة (
أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى ) ( رواه أبوداود بسند حسن)
3) أنها طعام، فلا تخرج النقود، لأنه نص على الطعام.
4) أن مقدارها صاع، والصاع كما قدر العلماء 2،25 كغم.
5) أنها تخرج من غالب قوت البلد، ففي الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله
(
من قمح أوسواه، أوصاع من طعام )
6) أنها تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة، ولا يجوز تأخيرها عن ذلك لأنه قال:
(
ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)
وأجاز العلماء تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين.
7) الذي يفعله بعض الناس من وضع زكواتهم أمام باب المسجد من غير أن يفوضوا أحداً بتوزيعها خطأ بين. وأخشى ألا تبرأ ذمتهم بهذا العمل، لأنه لابد أن يتولي توزيعها بنفسه. أو يوكل من يثق به في توزيعها. أما وضعها أمام المسجد والانصراف من غير توكيل فهو خطأ قد لا تبرأ به الذمة.
وما يفعله بعض الناس من إخراج زكاة الفطر إلى الجيران يوم العيد مع عدم تسليمها للفقير إلا بعد يومين أوثلاثة، إنتظاراً لمن جرت العادة إعطاءه إياها فخطأ. بل إما تذهب له بهذه الزكاة، أو تعطيها من حضر من الفقراء.
9) تتولى بعض الجمعيات والهيئات الخيرية توزيع زكاة الفطر عنك. وتقبلها في وقتها الشرعي أو قبله بقليل فلا بأس من إعطائهم الزكاة ليتولوا بمعرفتهم توزيعها بعد توكيلهم، أو إعطائهم قيمتها بالشراء والتوزيع نيابة عنك.
الوقفة الثالثة: أعمال يوم العيد
التكبير المطلق:
يقول الله تعالى "
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ "
وفي البخاري من حديث أم عطية رضي الله عنها: (
فيكبرون بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم ).
وأخرج الدارقطني وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما
(
أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإمام ).
وقال ابن أبي موسى:
(
يكبر الناس في خروجهم من منازلهم لصلاتي العيدين جهراً، حتى يأتي الإمام المصلى فيكبر الناس بتكبيره
في خطبته، وينصتون فيما سوى ذلك، وعليه عمل الناس ).
وصفة التكبير: كما روى الدارقطني وغيره عن جابر مرفوعاً:
(
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد ).
أكله قبل الخروج لصلاة العيد:
عن بريدة قال: (
كان النبي لا يخرج حتى يفطر، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي )
(رواه أحمد- والترمذي والحاكم بنحوه )
وفي الصحيح عن أنس قال: (
كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلها وتراً )
(رواه البخاري)
خروج النساء للصلاة: عن أم عطية رضي الله عنها قالت:
(
كنا نؤمر أن نَخرُج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها، حتى نُخُرج الحّيض، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته )
مخالفة الطريق:
روى البخاري عن النبي ( كان إذا خرج إلى العيد خالف الطريق ). ورواه الترمذي وغيره بلفظ:
( إذا خرج من طريق رجع في غيره )، ورواه مسلم من حديث أبي هريرة.
ولعل الحكمة في ذلك - والله أعلم - شهادة الطريق، أو سرورها بمروره أو نيل بركته، أو ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق أو ليغيض المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره، أو للتفاؤل بتغيير الحال إلى المغفرة والرضا ونحو ذلك، أو للصدقة على فقرائها.
قال ابن القيم رحمه الله: ( والصحيح أنه لذلك كله، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله منها... ).
لا صلاة قبل العيد: عن ثعلبة بن زهدم، أن علياً استخلف أبا مسعود الأنصاري على الناس، فخرج يوم عيد فقال: ( يأيها الناس، إنه ليس من السنة أن يصلى قبل أن يصلي الإمام ) (رواه النسائي بسند صحيح)
الوقفة الرابعة: صيام ست أيام من شوال
روى مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري عن النبي قال:
(
من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر)
ما حكمة الصيام في هذا الشهر
1 - صيام الست كالنافلة مع الفريضة: تجبر ما ثلم، وتكمل ما نقص.
2 - هو دليل على عدم السآمة من رمضان، والاستعداد لمواصلة الطاعة.
3 - مواصلة الطاعة علامة على قبول ما قبلها؛ حيث الحسنة تقول: أختي، أختي، والسيئة مثل ذلك.
4 - صيام رمضان سبب للمغفرة بإذن الله وصيام ست من شوال شكر على هذه النعمة.
س: لماذا تعدل صيام الدهر؟
روى سعيد عن ثوبان مرفوعاً:
(
من صام رمضان، شهر بعشرة، وصام ستة أيام بعد الفطر، وذلك سنة )؛ يعني أن الحسنة بعشر أمثالها،
كما جاء مفسراً في رواية سندها حسن
(
صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام من شوال بشهرين، فذلك صيام السنة ) أي: مثل صيامها،
والمراد التشبيه في حصول العبادة به على وجه لا مشقة فيه. [/b][/center][/color]