مناهج البحث فى علم النفس..
1- منهج الإستبطان.
2- منهج الملاحظة.
3- المنهج التجريبى.
4- المنهج الإكلينيكى.
منهج الإستبطان
----------------------
وهو يعنى أن ينظر الإنسان داخله ليحدد ما يدور فيها، فجوهر هذا المنهج هو الملاحظة الذاتية، حيث يقوم الفرد بملاحظة ذاته، وينقسم فى ذات الوقت إلى ملاحظ وملاحظ، فهو الذى يرصد ما يدور بداخله من أفكار ومشاعر وإنفعالات، وهو الذى يحدثنا عنها بصدق أو بدون صدق، لذلك كانت هناك الكثير من المحاذير المرتبطة بهذا المنهج.
لكنه من الجدير بالذكر أن هذا المنهج قد لعب دوراً هاماً فى البحوث والدراسات قبل ظهور المنهج العلمى، ومازال لهذا المنهج أهميته وضرورته فى دراسة بعض الظواهر النفسية، كذلك كان أساساً للعديد من الأدوات والمقاييس النفسية خاصة فى دراسة الشخصية وأبعادها المختلفة.
ومعنى هذا أننا مازلنا فى حاجة إلى إستخدام هذا المنهج، وأن إتباع المنهج العلمى لا يعنى إستبدال كافة المناهج الأخرى التى يمكن أن تعين بشكل أكثر شمولية على فهم الظاهرة من جوانبها المختلفة، لكن من المهم أن نكون على وعى بسلبيات هذا المنهج حتى نوفر قدراً كبيراً من الموضوعية للنتائج المعتكدة عليه، وفيما يلى نوضح إيجابيات وسلبيات هذا المنهج.
سلبيات منهج الإستبطان:
- لا يصلح هذا المنهج للأطفال الصغار أو بعض فئات من ذوى الحاجات الخاصة ( التخلف العقلى مثلاً ).
- إنقسام الفرد إلى ملاحظ وملاحظ قد يصرف إنتباهه عما يلاحظ داخل نفسه، أو يضعف تعبير المشاعر عن الموقف المرتب بها.
- لا يصلح هذا المنهج لدراسة الحيوانات لإنتقاء القدرة على التعبير باللفظ.
- قد لا يكون الفرد صادقاً فى التعبير عما يشعر به حقيقة بقصد عدم قدرته على مواجهة ذاته، أو بغرض تزييف الإستجابة.
إيجابيات منهج الإستبطان:
- إنه من أقدم الطرق التى إستخدمت فى البحوث، كما إعتمدت عليه الكثير من النظريات والأراء، فشعار "إعرف نفسك" لسقراط ما هو إلا ترجمة لإستخدام هذا المنهج فى معرفة الذات.
- قامت الكثير من الإختبارات النفسية على أساس هذا المنهج خاصة فى دراسة الشخصية وقياس خصائصها وسماتها.
- يعتبر المنهج الوحيد لدراسة بعض الظواهر، مثل دراسة الأحلام مثلاً، فضلاً عن هذا، فإن الإجابة على غالبية الإستخبارات التىتقيس الشخصية تعتمد على إستبطان الفرد لذاته، كذلك المقابلة التى تعتمد على ما يقرره الفرد عن ذاته.
--------------------------------------------------------
منهج الملاحظة
---------------------
تعتبر الملاحظة أداة أساسية للبحث النفسى، إذ يستخدمها الباحث فى رصد الكثير من الظواهر النفسية، كما تفيد فى جمع البيانات والمعلومات اللازمة لدراسة حالات الشخصية فى حالة سوائها أو إضطرابها، وما يطرأ من تغيرات وتعديلات، لذلك ينبغى على القائم بالملاحظة أن يقوم أيضاً بالإستعانة بالأدوات التى تساعده على التسجيل الدقيق للمعلومات ( أجهزة تسجيل - تصوير ) أو يعتمد على الكتابة الدقيقة لكل ما يلاحظه أو على كل ذلك..
ويمكن تقسيم الملاحظة إلى ثلاث أنواع:-
1- الملاحظة الواقعية: التى تعتمد على زيادة الموقع الذى تحدث فيه الظاهرة لملاحظتها وتدوين المعلومات والمعارف المرتبطة بها.
2- الملاحظة بالمشاركة: وهى التى تعتمد على معايشة الباحث لمجتمع البحث، وهى تعتبر من أكثر الأدوات إستخداماً فى الدراسات الأنثروبولوجية، وقد يستعين بها الباحث النفسى فى دراسة بعض الظواهر.
3- الملاحظة العارضة: وهى الملاحظة غير المقصودة التى تحدث بصورة عارضة ( بالصدفة )، كما يحدث فى ملاحظة سلوك الأطفال من قبل مشرفة الحضانة مثلاً، وتنحصر قيمة هذه الملاحظة فى إكتشاف مشكلة ما، أو لفت الإنتباه إلى أهمية سلوك ما يحدث بين الأطفال أو بين الكبار.
لكن لمنهج الملاحظة العلمية المقننة أهميته الكبرى للبحوث النفسية حيث يتمكن الباحث من رصد الظاهرة على الواقع بعيداً عن المواقف التجريبية المصطنعة، ولكى تستوفى شروط العلمية والدقة لابد وأن تتوافر لها الخصائص الأتية:-
- التحديد: حيث يجب تحديد جوانب السلوك المطلوب ملاحظته أى تحديد الهدف من الملاحظة تحديداً دقيقاً حتى لا تتحول الملاحظة إلى عرضية أو إرتجالية.
- الموضوعية: حيث أن البحث العلمى يتطلب الموضوعية فى رصد الظواهر، أى عدم تأثر الباحث الملاحظ بالأبعاد الشخصية ( المهنة - الإهتمام - القيم - التنشئة .... ) فى رصد الظواهر، وهناك العديد من أساليب التحقق من موضوعية الملاحظة منها ( تعدد الملاحظين للظاهرة الواحدة، أو تعدد مرات الملاحظة للظاهرة الواحدة ).
- التنظيم: لابد من تنظيم عملية الملاحظة بحيث تحدث بصورة منظمة متتابعة بدون إنقطاع، ويتم تسجيل البيانات أولاً بأول وفقاً لنظام بحيث لا يفقد الباحث المعلومات الهامة التى حصل عليها، أو تتعرص ملاحظاته للتحريف أو التشويه، كما يقصد بالتنظيم أيضاً تحديد السلوك الملاحظ تحديداً إجرائياً، والبعد عن إستخدام المفاهيم المجردة مثلاً ( يتصف الطفل بالعناد ) تتحول إلى التعبير عما يسميه الباحث بالعناد إلى سلوكيات محددة يمكن أن يراها الباحث أو غيره من الباحثين دون حدوث إضطرابات فى تسجيل الوقائع.
- الملاحظة عملية غير مباشرة: قد نفسد عملية الملاحظة إذا شعر الأفراد الذين موضع الملاحظة بذلك، مما قد يؤدى إلى تحريف السلوك وإختفاء التلقائية، لذلك لابد وأن تتم عملية الملاحظة دون أن يشعر الأفراد بهذا، وقد يتطلب ذلك إستخدام بعض الأدوات مثل ( المرآة ذات الوجه الواحد، أو من خلال تصوير الفيديو وتحليله فيما بعد ).
- الفنية: حيث أن عملية الملاحظة عملية فنية، أى تخضع المادة التى يتم تجميعها على خبرة الباحث وتدربه على رؤية السلوك وتمييزه، لذلك لابد من تدريب الباحث على عملية الملاحظة.
لكل ما سبق من خصائص، توجد أدوات التدوين للسلوك الملاحظ، وذلك لتوفير الشروط العلمية الدقيقة فى تدوين الملاحظات، فبطاقة الملاحظة التى يمكن إستخدامها فى رصد السلوك فى مجالات متعددة تعد من الوسائل التى تساعد على دقة منهج الملاحظة، والتى تتميز بما يلى:-
- الدقة فى تحديد السلوك الملاحظ.
- الشمولية.
- السهولة فى وضع الملاحظات.
- الترتيب بحيث تؤدى إلى تكوين صورة مستمرة ومتتابعة عن السلوك المطلوب.
-------------------------------------------------------