جاء الوفد لسعيد بالصره فنظر اليها فأذا هي دنانير فجعل يبعدها عنه وهو يقول:انا لله وانا اليه لراجعون .......كأنما نزلت به نازله أو حل بساحته خطب فهبت زوجته مذعوره وقالت:ما شأنك يا سعيد ؟؟؟أمات أمير المؤمنين ؟؟؟؟
قال: بل اعظم من ذلك ...
قالت:أأصيب المسملون في وقعه؟؟؟؟
فقال:بل أعظم من ذلك...........
قالت:زما اعظم من ذلك ؟؟؟
قال دخلت علي الدنيا لتفسد أخرتي وحلت الفتنه في بيتي
قالت:تخلص منها _وهي لاتدري من امر الدنانير شيئا _
قال :أوتعينيني على ذلك؟؟؟
قالت :نعم
فأخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها على فقراء المسلمين......
لم يمض على ذلك وقت طويل حتى أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه فقال: كيف وجدتم أميركم ؟؟
فشكو اليه وذكروا أربعا من أفعاله
كل واحد منها اعظم من الاخر
قال عمر فجمعت بينه وبينهم ودعوت الله ألا يخيب ظني فيه فقد كنت عظيم الثقه به
فلما أصبحو عندي هم وأمريهم
قلت:ما تشكون من أميركم ؟؟ قالوا؟؟لا يخرج لنا حتى يتعالى النهار
فقلت وماذا تقول بذلك يا سعيد؟؟
فسكت قليلا ثم قال:
والله اني أكره ان اقول ذلك أما انه ولا بد منه فأنه ليس لأهلي خادم فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ثم أتريث قليلا حتى يختمر ثم اخبزه لهم ثم أتوضأ وأخرج لناس .
فقال عمر :فقلت لهم :ما تشكون منه أيضا ؟؟
قالوا :انه لا يجيب أحدا بليل .
قلت :وماذا تقول بذلك يا سعيد؟؟
قال:أني والله اكره ان اعلن هذا أيضا ....
فأنا قد جعلت النهار لهم وليل لله عز وجل ..قلت :وما تشكون منه أيضا؟؟
قالو :أنه لا يخرج لنا يوم في الشهر .
فقلت وما هذا يا سعيد فقال :
ليس لي خادم يا أمير المؤمنين وليس عندي ثياب غير التي علي فأنا أغسلها في الشهر مره وأنتظرها حتى تجف ثم أخرج اليهم في أخر النهار .
ثم قلت :وما تشكون منه أيضا؟؟
قالوا:تصيبه من حين للى اخر غشيهفيغيب عمن في مجلسه.
فقلت :وماذا تقول بهذا يا سعيد؟؟
فقال:شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك
ورأيت قريشا تقطع جسده وهي تقول له :
أتحب أن يكون محمد مكانك؟؟
فيقول:والله ما احب ان اكون امنا في اهلي وولدي و أن محمدا تشوكه شوكه واني والله ماذكرت ذلك اليوم وكيف اني تركت نصرته الا ظننت ان الله لا يغفر لي ...و اصابتني تلك الغشيه....
عند ذلك قال عمر : الحمد لله الذي لم يحيب ظني به
ثم بعث له بألف دينار ليستعين بها على حاجته
فلما رأتها زوجته قالت له:الحمد لله الذي اغنانا عن خدمتك واشتر لنا مؤنه واستأجر لنا خادما.
قال لها:وهل لك فيما هو خير؟؟
قالت:وماذاك؟؟
قال:ندفعها الى من يأتينا بها ونحن احوج مانكون لها .
قالت وما ذاك؟؟
قال :نقرضها الله قرضا حسنا
قالت:نعم وجزيت خيرا.
فما غادر مجلسه الذي هو فيه حتى جعل الدنانير في صرر وقال لواحد من اهله:
انطلق بها الى ارمله فلان والى ايتام فلان والى مساكين فلان والى معوزي فلان ال فلان ........
رضي الله عن سعيد بن عامر الجمحي فقد كان من الذين يأثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصه....
الخصاصه:شده الفقر
يؤثرون:يفضلون
معوزي ال فلان :فقراء ال فلان