وأنذرك النار لشرها المستطير وخطرها الكبير أن تصل إليك عن طريق سماعة الهاتف
وحديث طويل في ظلمة الليل مع شاب غافل عاطل لا يخاف الله ولا يخشى لقاه
يفيض لسانه بالأماني العذاب ، ويشكو من ألم الفراق ومُرِّ العذاب.
لا خير في ودِّ امرئ متملّق *** حُلو اللِّسان وقلبهُ يتلهَّبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
يحيك ضدك أمرَّ مؤامرة وأشرَّ مخاطرة
فتطلقي لقلبك العنان .. ليبادله الخفقان بالحب والشوق والحنان
ثم يغدر وبك يمكر ولك يُشهر .. فتنطوي صفحة الأفراح .. وتعلني الأسى ممن قسى .. واثخن الفؤاد بخنجر الجراح
ويسقط القناع ، وتظهر الحقيقة .. فإذا به من أبشع السباع ، ملتحف بديباجة ناعمة رقيقة .
لا تأملي الخير من قوم إذ وعدوا *** وعودهمْ كّحصاة الملح في بحر
فطالب العون منهم عند شدته *** كطالب الثلج من إبليس في سقر
وتحت طائلة التهديد وقوة الوعيد ... تُعطيه ما سأل وفي عجل ... لخوفك الشديد من بطشه العتيد
فيا لها من فضيحة ما أشنعها !!
وسمعة قبيحة ما أبشعها !!
يا شدَّ ما فعل الغرام بمهجة *** ذابتْ أسىً وصبابةً وهياما
كانت صئوولاً لا تنيل خطامها *** فغدت أذلَّ السائمات خِطاما
وقد كانت المقدمة لتلك الخاتمة
لين في حديث وتكسر في منطق وخضوع في قول وخنوع في كلام ، وكانت النهاية لتلك البداية
خوف وندم وحسرة وألم وسقوط في قبضة من لا يرحم !!
قال تعالى { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } سورة الأحزاب آية : [32]
وأنذرتك النار أن تسقطي فيها في هوة سحيقة وحفرة عميقة لخروجك البريء مع شاب شقي !!!
بريء من الطهر ونزيه من القداسة ، كبراءة إخوة يوسف – عليه السلام – من كيدهم لأخيهم ومكرهم بشقيقهم .
مع من يدنس عرضك ، وينجس كرامتك ، وينتهب عفتك فيسرق منك أغَلى ما فيك وأعز شيء عليك
وبعد أن يذبح العفة .. ويئد الشرف ويقتل المرؤة يعود بعد جريمته وقد أصاب غنيمته ..
بنفس غاز فائز منتصر غير منكسر ..
وترجعين أنت وقد ذهبت اللذة وبقي الأذى
وغابت المتعة وظلت اللوعة
وتلاشت الشهوة وجاءت الشقوة
تتجرعين ألم الندم وغصة المعصية وخوف الفضيحة وتأنيب الضمير ، ولو كشف الله ستره المسدول وحجابه المسبول ، وأظهر منكما كل مخبوء لكانت قاصمة الظهر وذلة العمر ومسكنة الدهر .
لتمضي قوافل الأيام وتكر مراحل الأزمان والأعوام ، فينسى المجتمع إساءته ويغفل الناس عن معصيته ،
فربما يقال عنه :" شاب غره طيش الشباب ثم تاب وأناب " .
ورب قائل يقول : " الرجل لا يعيبه شيء مهما فعل !!" زعموا.
أما أنت ، فتبقين محملة بالوزر موسومة بالعهر ، ولو أعلنت البراءة وبادرت إلى التوبة ، وتغسلت بنهر الأوبة من الحوبة ، فلا شيء يعيد الزجاج الذي انكسر !!
ولا أمر يرجع الماء المنهمر من حيث تحدَّر !!
فأفيقي !!
واستمسكي بعرا الإيمان وارتفعي *** بالنفس عن حمأة الفجار ، واجتنبي
إن الرذيلة داء شره خطر *** يعدي ويمتد كالطاعون والجرب
صوني حياءك، صوني العرض، لا تهني *** وصابري ، واصبري لله واحتسبي
وأنذرتك من هذه النار التي حُشرت بالآفات وملئت بالمهلكات وغصت بالطامات المخيفات أن يصيبك طرف من عذابها بسبب قدميك التي تعرَّت أو يديك التي تبدّت ، أو عينيك التي تجلّت ، أو ملبسك الذي يصف البشرة ، ويحدد الجسد ، ويبرز معالم الجسم ، ومواطن الفتن في البدن .
عن عمارة بن خزيمة قال : بينما نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة ، فإذا نحن بامرأة عليها جائر لها وخواتيم ، وقد بسطت يدها على الهودج ، فقال : بينما نحن مع رسول الله في هذا الشعب إذ قال : انظروا ! هل ترون شيئاً ؟ فقلنا : نرى غرباناً فيها غراب أعصم ، أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من النساء إلاّ من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان " . السلسلة الصحيحة للألباني "1850"
قال صلى الله عليه وسلم : " خير نسائكم الودود الولود ، المواتية ، المواسية إذا اتَّقين الله .
وشرُّ نسائكم المتبرجاتُ المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم ". السلسلة الصحيحة للألباني "1849"
والغرب الأعصم : هو أحمر المنقار والرجلين وهو كناية عن قلة من يدخل من النساء ، لأن هذا الوصف في الغربان قليل !!
وأنذرتك النار أن تسقطي في حضيضها أو ضحضاحها من أجل خلوة مريبة بجرْأة عجيبة مع سائق سارق .
يجوب بك الديار ، ويجوس بمركبته خلال الشوارع والمرافق والأسواق ، لا دين يردعه ، ولا خوف يمنعه ، ولا تحذير يسمعه
فقد أُطلق له الحبل على الغارب
فبالليل سار ٍوبالنهار سارب
فلا معاتب أو مراقب أو محاسب
فلكأنه ((ربُ الأسرة )) قد أُمنَّا شره ومكره !!
فوا عجباً لولي غافل !! غره طول الكسل أو كثرة العمل فسلّم شرفه وعرضه لذئب ضار في صورة حمل وديع فأصاب منه شهوته وغرضه ، فلم يفق إلا على فضيحة فظيعة تندك منها صم الجبال ، وتذل بها رؤوس الرجال .
إن الرجِّال النَّاظرين إلى النساء *** مثل الكلاب تطوف باللُّحمان
إن لم تصُن تلك اللحُوم أسودها *** أكِلتْ بلا عوض ولا أثمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان "
فأين الأمان ؟! إن كان السائق الذي أصابه الحرمان مع ترادف الزمان وتبدل المكان هو الشيطان !!
فكيف تكون النجاة لراقد في كف مارد ؟!!