الشاعر
الجنس : عدد الرسائل : 308 العمر : 54 نقاط : 365 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: الفرح في القرآن الإثنين يونيو 29, 2009 11:32 am | |
| من كتاب المواعظ الإيمانية لأميـــر بن محمـــد المــــــدري ذكر الفرح في القرآن الكريم في اثنين وعشرين موضعاً، هذا الفرح المذكور في القرآن قسمان: مطلق ومقيد. مطلق لم يقيد بسبب للفرح وهو مذموم ، ومقيد ينقسم إلى قسمين: مقيد بالدنيا وهو مذموم كالقسم الذي قبله، أو هو الفرح بفضل الله ورحمته وينقسم أيضاً قسمين: فرح بالمسبب وفرح بالسبب. أما الفرح المطلق فقد ذكر في خمسة مواضع بالقرآن. والمقيد بالدنيا ذكر في ثلاثة عشر موضعاً.والمقيد بفضل الله ورحمته ذكر في أربعة مواضع موضع واحد للفرح بالمسبب وثلاثة للفرح بالسبب. وسأتكلم عن موضع واحد من مواضع كل قسم بإيجاز: فأختار من مواضع القسم الأول وهو القسم المطلق. أختار من الآيات التي وردت فيه الآيتين التاسعة والعاشرة من سورة هود حيث قال ربنا تبارك وتعالى: (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور فهذا فرح مطلق ولهذا فهو مذموم. يخبر الله تبارك وتعالى في هاتين الآيتين عن طبيعة الإنسان أنه جاهل ظالم لأنه إذا أذاقه سبحانه منه رحمه كالصحة والرزق والأولاد ونحو ذلك ثم نزعها منه فإنه يستسلم لليأس وينقاد للقنوط فلا يرجو ثواب الله تعالى ولا يخطر بباله أن الله سيردها أو مثلها أو خيراً منها عليه. وإذا أذاقه رحمة من بعد ضراء مسته أنه يفرح ويبطر ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير، فيفرح بما أوتي مما يوافق هواه، ويفخر بنعم الله على عباد الله، وذلك يحمله على البطر والإعجاب بالنفس والتكبر على الخلق واحتقارهم وازدرائهم. وهذه طبيعة الإنسان من حيث هو إنسان إلا من وفقه الله وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضدّه، ولهذا أعقب الله تعالى هاتين الآيتين بقوله تعالى: (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات) صبروا إذا آتاهم الله نعمة ثم نزعها منهم، صبروا وعملوا الصالحات (أولئك لهم مغفرة أجر كبير). وأما القسم الثاني: فأختار من مواضعه تلك الآيات الأربع من سورة الأنعام من الآية الثانية والأربعين إلى نهاية الآية الخامسة والأربعين في قسم الفرح المقيد بالدنيا قال الله تعالى في هذه القسم المذموم: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين). يقول الله تعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلكم): من الأمم السالفين المتقدمين. فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا (فأخذناهم بالبأساء والضراء): أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب. رحمة منا بهم (لعلهم يتضرعون): إلينا ويلجئون عند الشدة إلينا. (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم): لم يتضرعوا عند البأس والشدة. (ولكن قست قلوبهم): أي استحجرت فلن تلين للحق (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون): ظنوا أن ما هم عليه دين الحق فتمتعوا في باطلهم برهة من الزمان ولعب بعقولهم الشيطان. (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء): أي من الدنيا ولذاتها وغفلاتها. (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) من الدنيا. (أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) أي آيسون من كل خير، وهذا أشد ما يكون من العذاب أن يؤخذوا على غرة وغفلة وطمأنينة ليكون أشد لعقوبتهم وأعظم لمصيبتهم. (فقطع دابر القوم الذين ظلموا): أي اصطدموا بالعذاب وتقطعت بهم الأسباب، فاستأصلت شوكتهم ولم تغن عنهم شيئاً قوتهم. (والحمد لله رب العالمين) على ما قضاه وقدره من هلاك المفسدين، ولأنه بذلك تتبين آياته وتكريمه لأوليائه، وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون. وأما القسم الثالث: وهو المقيد بفضل الله ورحمته، فأختار من فرعه الأول (المقيد بالمسبب) الفرح المقيد بالمسبب الموضع الوحيد الذي جاء في سورة آل عمران في الآيتين التاسعة والستين والسبعين بعد المائة حيث يقول ربنا عز وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون). أي لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل إعلاء الدين قاصدين إعلاء كلمة الله تعالى، لا يخطرن ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها الذي يحذر من فواته من جَبُن عن القتال وزهد في الشهادة لا يخطرن ببالك ذلك فإنه قد حصل لهم أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، فهم أحياء عند ربهم في دار كرامته، وقوله: (عند ربهم) يقتضي علو درجتهم وقربهم من ربهم سبحانه: (يرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعرفه إلا من أنعم به عليهم. وهم مع ذلك صاروا فرحين. أي مغتبطين بما أتاهم الله من فضله، قرت به عيونهم وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته وعظمته وكمال اللذة في الوصول إليه وعدم المنغص. فجمع الله تبارك وتعالى لهم بين نعيم البدن بالرزق ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله، فتم لهم النعيم والسرور وجعلوا (يستبشرون) أي يبشر بعضهم بعضاً بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم وأنهم سينالون ما نالوا، (ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور. وأما الموضع الأخير: وهو المقيد بفضل الله ورحمته في قسمه المقيد بالفرح بالسبب، فأختار من ثلاثة مواضعه الموضع الذي جاء في سورة يونس في الآية الثامنة والخمسين في قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). أمر الله تبارك وتعالى بالفرح بفضله أي بالإسلام على قول من أقوال المفسرين، (وبرحمته): أي بالقرآن على قول من أقوال المفسرين. افرحوا أيها الناس بفضل الله، أي الإسلام ورحمته أي القرآن، فإنهما أعظم نعمة ومنة تفضل الله بها عليكم، ليست نعمةً دنيوية تنسي فضل الله ومنته بل هي نعمة عظيمة إسلامية قرآنية دينية تقرب إلى الله تبارك وتعالى وتشعر بالفرح والسرور بهذه المنة الربانية الكريمة. ذلك خير من كل ما يجمعه الناس من زينة الدنيا وزهرتها ومتاعها المضمحل عن قريب. (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). أيها الأخوة الكرام نسأل الله تعالى ألا يجعل قلوبنا تهش أو تبش أو تفرح إلا بما يرضي الله تعالى | |
|
الوردة الشقية
الجنس : عدد الرسائل : 779 العمر : 37 نقاط : 875 تاريخ التسجيل : 05/04/2009
| موضوع: رد: الفرح في القرآن الإثنين يونيو 29, 2009 6:36 pm | |
| الف شكر لك وبارك الله فيك وسلمت يمينك | |
|
امل محمد
الجنس : عدد الرسائل : 5098 العمر : 59 نقاط : 7760 تاريخ التسجيل : 25/04/2009
| موضوع: رد: الفرح في القرآن الإثنين يونيو 29, 2009 7:20 pm | |
| بارك الله فيك وجزاك كل خير دمت بحفظ الرحمن | |
|
الشاعر
الجنس : عدد الرسائل : 308 العمر : 54 نقاط : 365 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: رد: الفرح في القرآن الثلاثاء يوليو 21, 2009 1:30 pm | |
| اشكركم اخواني واخواتي على مروركم الطيب | |
|