قرات اشعارا عن الطفل والطفولة فلم اجد اجمل من هاتين القصيدتين ولم ادر ايهما اجمل.واحدة للبدوي اهداها لحفيده والاخرى لامير الشعراء احمد شوقي.لعلكم تعرفون هاتين القصيدتين ولكن لا
باس من تذكرهما.
قصيدة البدوي
وسيم من الأطفال لولاه لم أخف----------------_ على الشيب_ أن أنأى و أن أتغرّبا
تودّ النّجوم الزهر لو أنّها دمى-------------------- ليختار منها المترفات و يلعبا
و عندي كنوز من حنان و رحمة------------------------ نعيمي أن يغرى بهنّ و ينهبا
يجور و بعض الجور حلو محبّب--------------------- و لم أر قبل الطفل ظلما محبّبا
و يغضب أحيانا و يرضى و حسبنا------------- من الصفو أن يرضى علينا و يغضبا
و إن ناله سقم تمنّيت أنّني----------------------- فداء له كنت السقيم المعذّبا
و يوجز فيما يشتهي و كأنّه ------------------------- بإيجازه دلاّ أعاد و أسهبا
يزفّ لنا الأعياد عيدا إذا خطا------------------ و عيدا إذا ناغى و عيدا إذا حبا
كزغب القطا لو أنّه راح صاديا---------------------- سكبت له عيني و قلبي ليشربا
و أوثر أن يروى و يشبع ناعما------------------ و أظمأ في النعمى عليه و أسغبا
و ألثم في داج من الخطب ثغره -------------------------- فأقطف منه كوكبا ثمّ كوكبا
ينام على أشواق قلبي بمهده---------------------- حريرا من الوشي اليمانيّ مذهبا
و أسدل أجفاني غطاء يظلّه---------------------------- و ياليتها كانت أحنّ و أحدبا
تدلّهت بالإيثار كهلا و يافعا---------------------- فدلّلته جدّا و أرضيته أبا
و تخفق في قلبي قلوب عديدة------------------------- لقد كان شعبا واحدا فتشعّبا
و يا ربّ من أجل الطفولة وحدها -------------- أفض بركات السلم شرقا و مغربا
و ردّ الأذى عن كلّ شعب و إن يكن -------------------- كفورا و أحببه و إن كان مذنبا
و صن ضحكة الأطفال يا ربّ إنّها------------- إذا غرّدت في ظامئ الرمل أعشبا
ملائك لا الجنّات أنجبن مثلهم-------------- و لا خلدها _ أستغفر الله _ أنجبا
و يا ربّ حبّب كلّ طفل فلا يرى-------------------- و إن لجّ في الإعنات وجها مقطّبا
و هيّئ له في كلّ قلب صبابة -------------------- و في كلّ لقيا مرحبا ثمّ مرحبا
و يا ربّ : إنّ القلب ملكك إن تشأ ------------ رددت محيل القلب ريّان مخصبا
قصيدة امير الشعراء
الا حبذا صحبة المكتب -------------- وأحبب بأيامه أحبب
ويا حبذا صبية يمرحون ------------- عنان الحياة عليهم صبي
كأنهم بسمات الحياة ---------------- وأنفاس ريحانها الطيب
يراح ويغدى بهم كالقطيع ------------- على مشرق الشمس والمغرب
الى مرتع الفوا غيره ----------- ----- وراع غريب العصا أجنبي
ومستقبل من قيود الحياة -------------- شديد على النفس مستصعب
فراخ بأيك من ناهض -------------- يروض الجناح ومن أزغب
عصافير عند تهجي الدروس --------- مهار عرابيد في الملعب
خليون من تبعات الحياة ---------- على الأم يلقونها والأب
لهم جرس مطرب في السراح --------- وليس اذا جد بالمطرب
وتلك الأواعي بايمانهم --------- حقائب فيها الغد المختبي
ففيها الذي ان يقم لا يعد ----------- من الناس او يمضي لا يحسب
وفيها اللواء وفيها المنار ----------- وفيها التبيع وفيها النبي
وفيها المؤخر خلف الزحام ---------- وفيها المقدم في الموكب
جميل عليهم قشيب الثياب --------- وما لم يحمل ولم يقشب
كساهم بنان الصبا حلة --------- اعز من المخمل المذهب
فيا ويحهم هل احسوا الحياة ---------- فقد لعبوا وهي لم تلعب
تجرب فيهم وما يعلمون---------- كتجربة الطب بالأرنب
ودار الزمان فدال الصبا ---------- وشب الصغير عن المكتب
قد انصرفوا بعد علم الكتاب --------- لباب من العلم لم يكتب
حياة يغامر فيها امرؤ ---------- تسلح بالناب والمخلب
وصار الى الفاقة ابن الغني --------- ولا قى الغنى ولد المترب
وقد ذهب الممتلي صحة ---------- وصح السقيم فلم يذهب
وكم من منجب في تلقي الدروس -------- تلقى الحياة فلم ينجب
وغاب الرفاق كأن لم يكن ---------- بهم لك عهد ولم تصحب
الى ان فنوا ثلة ---------------- فناء السراب على السبسب