طريقة طبية جديدة في العلاج بدأت تنتشر في أوساط الطب في مصر، يطلقون عليها العلاج بالهوميوباثي أو الطاقة الحيوية الكامنة في الجسم.
حول هذه الطريقة ومدى فاعليتها، وكيفية العلاج بها، وهل تستند الى أسس علمية معينة استطلعت «الشرق الأوسط» آراء بعض المختصين في هذا المجال.
فقال الدكتور سعيد عبد الحليم أستاذ ورئيس قسم الفارماكولجي بكلية الطب جامعة طنطا: إن العلاج بالهوميوباثي هو عبارة عن علاج بالطاقة المثلية أو المتجانسة أي بنفس أعراض المرض عن طريق تقوية مراكز الطاقة الحيوية بجسم المريض بواسطة طاقة حيوية متجانسة معه، والتي نحصل عليها من المواد الطبيعية المنتشرة حولنا (نباتية ـ حيوانية ـ معدنية) وتشجيع العضو المصاب في الجسم على افراز عناصر مناعية دفاعية ليساعد نفسه بنفسه على التخلص من العلة أو المرض الذي أصابه بدون أي تدخل كيميائي.
وقد بدأ هذا النوع من العلاج في المانيا منذ أكثر من 250 عاما وأكتشفه عالم الماني اسمه هانمان عاش في الفترة من 1755الى 1843. وتوصل هانمان في حياته الى حوالي 100مستخلص، وبعد وفاته واصل العلماء والتابعون له أبحاثهم حتى وصلوا حتى الآن الى 5000 مستخلص وكلها تشابه صفات معينة، وهذه نقطة مهمة جدا في تطور علم الهوميوباثي لأن أيام هانمان كانت هناك عشرة أدوية تناسب علاج الحرارة أو علاج الأمساك أو أي نوع من المرض لكن عندما يكون هناك 20 دواء تكون الفرصة أكثر لاختيارات أكثر تناسب أو تماثل أشخاص أكثر لأن المرض المستحضر تماثل مؤثراته الشخص ليس على صعيد المرض فحسب، بل في كل صفاته ايضا، أي ان الطاقة الحيوية المستخلصة من النبات تماثل الطاقة الحيوية للشخص.
وقد طرحنا مجموعة من الاسئلة على الدكتور عبد الحليم التي اجاب عليها:
* ما معنى الطاقة الحيوية للشخص وعلاقتها بالمرض؟
ـ الأعراض المرضية التي تظهر على الانسان هي أعراض رد فعله تجاه الطبيعة المحيطة به أي طاقته الحيوية الداخلية الكامنة في الجسم والتي تولد بها وتكون كامنة في البداية والتي ندافع بها ضد جميع مسببات الأمراض من البيئة المحيطة بنا سواء لرد فعل عقلي أو عاطفي أو جسدي وكلها تشكل طريقة كل انسان لرد الفعل، فكل منا له طريقة مختلفة عن الآخر في رد فعله تجاه اساءات الطبيعة سواء اساءات عاطفية أو عقلية أو جسدية، ويتخلص من تأثيرها عليه في وقت قصير ويظل سليم الصحة، ومع استمرار الاساءة وتكرارها وطول مدتها تضعف طاقته الحيوية وتستنفد أو تستنزف قدراتنا على المقاومة وتبدو علينا أعراض الأمراض المزمنة كل حسب طريقته في رد الفعل فمثلا من يواجه أزمة ما سواء في حياته الشخصية أو العملية أو الاجتماعية تظهر عليه أعراض اكتئاب أخرى إذا واجهها بضيق صدره أو تنفسه قد تظهر عليه أعراض الربو والحساسية وزيادة الشهية أو فقدانها، أو أعراض القولون العصبي أو آلام في المفاصل أو القلب أو الصداع أو الأرق وهكذا، ومع استمرار الاساءة تضعف طاقته الحيوية ويستمر عنده المرض ولا يستطيع التخلص منه ويصبح مزمنا، وهنا يتضح مفهوم «الهوميوباثي» أو الطب التجانسي أي أن الأعراض المرضية التي تظهر على الانسان ليست هي المرض نفسه ولكنها أعراض الطاقة الحيوية للجسم في مواجهة الاساءات الخارجية له من الطبيعة المحيطة به.
* لكن ما هو دور الهوميوباثي في هذه الحالة؟
ـ هو اعطاء الشخص المريض الطاقة المستخلصة من النبات بمعنى اعطائه طاقة حيوية متجانسة تماثل طاقته الحيوية في اسلوب مقاومته للاساءة، فتنشط طاقته تدريجيا حتى يتخلص من المرض والأعراض كليا ولا تعاد الشكوى منه ثانيا كأننا نقوم بشحن طاقته الحيوية للتخلص من المرض وليس كبته.
* كيف نستخلص الطاقة الحيوية من النبات؟
ـ الماء هو السائل الوحيد القادر على استخلاص الطاقة من المواد الطبيعية «نبات ـ حيوان ـ معدن» وذلك بالرج الشديد للمواد الطبيعية في الماء لدرجة عالية جدا معروفة في الكيمياء، فيقوم الماء بالاحتفاظ بتردد معين يمثل الطاقة الحيوية الموجودة في المواد الطبيعية.
* كيف تفسر انتقال الطاقة الحيوية بين الكائنات بواسطة الماء؟
ـ أن المياه بها قدرة على الاحتفاظ بالطاقة الناتجة عن أي مكون يختلط بها مثال ذلك لو قمنا برج نبات في الماء وجد أن ذرات الماء التي رج فيها هذا النبات تبدأ في الاهتزاز بتردد معين وتظل محتفظة بهذا التردد، وهذا التردد يمثل «الطاقة الحيوية».
* ما هو اسلوب التعامل مع المريض وايجاد العلاج له بالهوميوباثي؟
ـ يقوم الهوميوباثي المعالج بالجلوس مع المريض ويسأله أسئلة كثيرة عن كل شيء في حياته ليعرف ردود أفعاله العاطفية والجسدية والعقلية تجاه اساءات الطبيعة، مثل الرياضة التي يمارسها، وأنواع الأكل الذي يفضله أو لا يفضله، وحالته النفسية وتأثره بدرجات الحرارة وطباعه الاجتماعية في المنزل وعمله وطبيعته والشكاوى الجسمانية المتكررة، ومخاوفه ونومه ومواعيد استيقاظه باختصار، كل شيء عن تركيبته الانسانية والجسمانية وبذلك تكون عنده صورة متكاملة عن مستوى الطاقة الحيوية لديه، ثم اعطاؤه الدواء الذي يماثل طاقته الحيوية بالضبط. وكلما كان المستحضر يماثله تماما كلما كانت استجابة المريض أقوى والشفاء أسرع.
* وما هي الأمراض التي نجح الهوميوباثي في علاجها؟
ـ الهوميوباثي يعالج أي مرض يكون فيه للطاقة دور واضح جدا، الى جانب كثير من الأمراض المزمنة في جميع الفروع في الأمراض النفسية وأمراض المفاصل والحساسية والربو والصداع وأمراض الجهاز الهضمي والمعدة والقولون العصبي والتهاب الجيوب الانفية المزمنة والامساك المزمن والاسهال وآلام الظهر والروماتيزم وكلما كان العلاج مبكرا كان العلاج أفضل وأسرع.
ولكن في بعض الحالات يعتبر الهوميوباثي علاجا مكملا مع الطب التقليدي مثلا لا يستطيع الهوميوباثي علاج الزائدة الدودية أو الفشل الكلوي، أيضا في بعض أمراض القلب مثل فشل عضلة القلب، أو انسداد شريان.
ولكن أحيانا يفشل الطب التقليدي في علاج بعض الأمراض التي تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للمريض هنا ينجح الهوميوباثي، أيضا يمكن الاستعانة بالهوميوباثي لمساعدة العلاج التقليدي مثال ذلك لو ان مريض أصيب بحادث سيارة وانكسرت ساقه وأصيب بتهتك في الأنسجة هنا الدور الأول للجراح لأنه سوف يصلح العظمة ويخيط الانسجة التي تهتكت لكن بعد ذلك هناك دور كبير جدا لقدرة طاقة الجسم الكامنة التي تساعد على التئام العظام والانسجة والجروح بشكل أسرع في فترة ما بعد العمليات الجراحية وهنا يأتي دور الهوميوباثي الذي يمكن استخدامه في علاج المرضى من كل الأعمار بشرط توفر قدر من الطاقة الحيوية لديهم.