[size=12][size=18]عاد ابو الطيب المتنبي من عند كافور محبطا مزعوجا يكاد يجن لان كافور لم يحقق له ما كان يريد.فقال واحدة من بدائعه واصفا حالته النفسية وهاجيا كافور.وقد هجاه في اكثر من قصيدة لكني لم ار بيتا اجمل من الذي قال فيه ان عزرائيل عندما يقبض روح واحد من آل كافور فإنه - اي عزرائيل- يقرف من هذه الروح لذلك يلتقطها بعود وياخذها الى السماء دون ان يلمسها.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ=======بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ========فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي====شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما==== ==أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني======هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيد
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني======هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً======= وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ========أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ=====منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ=====إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ=====إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ======== أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا=======فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ======= إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ======= يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ======== إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
( القنديد = العسل )
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً====== أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ =========في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ======= عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
[/size][/size]