صور رائعة للامير شوقي.شاركوني متعة قرائتها.
مَنْ صَوَّرَ السِّحْرَ المُبينَ عيونا----واحلَّه حدقاً لها وجفونا ؟
نظرتْ ، فملتُ بجانبي ، فاستهدفتْ----كبدي ، وكان فؤادي المغبونا
ورمت بسهم جال فيه جولة ً----حتى استقر ، فرنَّ فيه رنينا
يا قلبُ، إن من البَواتر أَعْيُناً----سوداً ، وإن من الجآذر عينا
وخميلة ٍ فوق الجزيرة مسها----ذهبُ الأصيل حواشياً ومتونا
كالتبر أفقاً ، والزبرجدِ ربوة----والمسكِ ترباً ، واللجين معينا
وقف الحيا من دونها مُسْتأْذِناً----ومشى النسيم بظلها ماذونا
وجرى عليها النيلُ يَقْذِفُ فضَّة----نثراً، ويَكسِر مَرْمَراً مَسْنونا
راع الظلام بها اوانس ترتمي----مثلَ الظباءِ من الرُّبى يَهوِينا
يخطرن في ساح القلوب عواليا----ويملن في مرأى العيون غصونا
عارضتهن ولي فؤادٌ عرضة ٌ----لهوى الجآذرِ دانَ فيه ودِينا
فنظرن لا يدرين : أذهبُ يسرة ً----فيحدنَ عني ، أم أميل يمينا ؟
وسمعت من أهوى تقول لتربها :----أَحْرَى بأَحمدَ أَن يكون رزينا
قالت: أَراه عندَ غاية ِ وَجْدِه----فلعلَّ ليلى ترحمُ المجنونا
المتنبي
هل رايتم صورة اجمل من هذه الصورة عندما شبه السهم المنطلق من عيون من يحب بالسهم العادي مع فارق ان الريشة التي تكون في مؤخرة السهم العادي هي بالنسبة للسهم الصادر من حبيبته هدب عينها. وفارق آخر ان السهم العادي يشق الجلد ليصل الى القلب ويقتل. اما السهم الذي اصابته به حبيبته فهو اول ما اصاب القلب وقتل دون ان يشق الجلد.
كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ---- لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ----فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ
دَرَّ دَرُّ الصَّبَا أيّامَ تَجْرِيـ ---- ـرِ ذُيُولي بدارِ أثْلَةَ عُودِي
عَمْرَكَ الله! هَلْ رَأيتَ بُدوراً----طَلَعَتْ في بَراقِعٍ وعُقُودِ
رَامِياتٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْ----بُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ
يَتَرَشّفْنَ مِنْ فَمي رَشَفَاتٍ----هُنّ فيهِ أحْلى مِنَ التّوْحيدِ
كُلُّ خُمْصَانَةٍ أرَقُّ منَ الخَمْـ ---- ـرِ بقَلْبٍ أقسَى مِنَ الجُلْمُودِ
( خمصانة = ضامرة البطن )
ذاتِ فَرْعٍ كأنّما ضُرِبَ العَنْـ ---- ـبَرُ فيهِ بمَاءِ وَرْدٍ وَعُودِ
حالِكٍ كالغُدافِ جَثْلٍ دَجُو ---- جيٍّ أثيثٍ جَعْدٍ بلا تَجْعِيدِ
( الغداف = الغراب - جثل = الكثير الملتف - دجوجي = مظلم - اثيث = كثيف )
تَحْمِلُ المِسْكَ عن غَدائرِها الرّيـ ---- ـحُ وَتَفْتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرُودِ
( تفتر = تبتسم - شنيب = بياض - برود = صفة لاسنانها يشبهها بحبات البرد )
أهْلُ ما بي منَ الضّنَى بَطَلٌ صِيـ ---- ـدَ بتَصْفيفِ طُرّةٍ وبجيدِ
شَيْبُ رَأسِي وَذِلّتي ونُحولي ---- وَدُمُوعي عَلى هَوَاكَ شُهُودي
كُلُّ شيءٍ مِنَ الدّماءِ حَرامٌ ---- شُرْبُهُ مَا خَلا ابْنَةَ العُنْقُودِ
فاسْقِنيهَا فِدًى لعَيْنَيْكَ نَفسي ---- مِنْ غَزَالٍ وَطارِفي وَتليدي
أيّ يَوْمٍ سَرَرْتَني بوِصالٍ ---- لمْ تَرُعْني ثَلاثَةً بِصُدُودِ