من الدين الفرار من الفتن
(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال)
( حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
الشرح:
قوله : ( يوشك )
بكسر الشين المعجمة أي : يقرب .
قوله : ( خير )
بالنصب على الخبر , وغنم الاسم , وللأصيلي برفع خير ونصب غنما على الخبرية , ويجوز رفعهما على الابتداء والخبر يقدر في يكون ضمير الشأن قاله ابن مالك , لكن لم تجئ به الرواية .
قوله : ( يتبع )
بتشديد التاء ويجوز إسكانها , " وشعف " بفتح المعجمة والعين المهملة جمع شعفة كأكم وأكمة وهي رءوس الجبال .
قوله : ( ومواقع القطر )
بالنصب عطفا على شعف , أي : بطون الأودية , وخصهما بالذكر لأنهما مظان المرعى .
قوله : ( يفر بدينه )
أي : بسبب دينه . و " من " ابتدائية , قال الشيخ النووي : في الاستدلال بهذا الحديث للترجمة نظر ; لأنه لا يلزم من لفظ الحديث عد الفرار دينا , وإنما هو صيانة للدين . قال : فلعله لما رآه صيانة للدين أطلق عليه اسم الدين . وقال غيره : إن أريد بمن كونها جنسية أو تبعيضية فالنظر متجه , وإن أريد كونها ابتدائية أي : الفرار من الفتنة منشؤه الدين فلا يتجه النظر . وهذا الحديث قد ساقه المصنف أيضا في كتاب الفتن , وهو أليق المواضع به , والكلام عليه يستوفى هناك إن شاء الله تعالى .