ام سليم الانصارية
اسمها ونسبها
أنصارية, خرزجية , اختلفوا في اسمها و لكنها اشتهرت بالرميصاء و عرفت بكنيتها أم سليم بنت سلمان النجارى لها برسول الله بعد صلة الإسلام صلة القرابة فقد كان بنو النجار أخوال أبيه و هى غصن ناضر من شجرة طيبة المنبت نامية الفروع مباركة الثمار فأخوها حرام بن سلمان أحد القرأّء السبعين الذين غدر بهم المشركون فى بئر معونة و هو الذي وقف يناديهم : إني رسول الله إليكم فأتاه آت من خلفه و طعنه طعنة فاجرة فلما أحس حرارة السنان فى جسده قال قولته المؤمنة فزت :فزت ورب الكعبة .
و أختها أم حرام بنت سلمان زوج عبادة بن الصامت التي أخبرها الرسول عليه الصلاة و السلام أن من أمته أناسا يركبون البحر مجاهدين فى سبيل الله كالملوك على الأسرة . فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال: أنت منهم و حقق الله نبوءة رسوله و استشهدت في غزوة بحرية إلى بلاد الروم زمن معاوية.
فضلها
أسلمت أم سليم عن بصيرة نيرة و عرفت مهمتها من أول يوم فعرضت الأسلام على زوجها الأول فأبى و فارقها و دعت أبا طلحة حين خطبها إلى الإسلام فأسلم و تزوجها كانت أثيرة عند رسول الله لعمق إيمانها و جلال مواقفها و قوة شخصيتها فكان يزورها و يكرمها و يقيل عندها و عند أختها أم حرام اذ كانتا في دار واحدة و كأنه بذلك يعزيهما عن موت شقيقهما حرام فى بئر معونة شهيدا" في سبيل الله .
و كانت شديدة الحب لرسول الله . حدث أنس قال : أتانا النبى صلى الله عليه و سلم فقال عندنا : (نام القيلولة ) فعرق فجاءت أم سليم بقارورة نسلت فيها العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا أم سليم .. ما الذي تصنعين ؟ قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا و هو من أطيب الريح .
و كانت تغزو مع النبي في فريق من النساء المؤمنات يقمن ببعض الخدمات للجيش فيسقين القوم و يسعفن الجرحى و ينقلنا القتلى و يقمن على المرضى فإذا دعا الموقف في موقعة من المواقع إلى حمل السلاح وقفت المرأة إلي جانب الرجل تصد بسلاحها أعداء الله .
و كذلك رأينا أم سليم في غزوة حنين حين كمن المشركون و انكشف المسلمون تتخذ خنجرا" فيسألها أبو طلحة فتقول : اتخذته ان دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه
و قد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن؟ فقال: لعمر فأردت أن أدخله، فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله: أعليك أغار".
وفاتها
توفيت رضي الله عنها في حدود الأربعين في خلافة معاوية فرضي الله عن أم سليم وأرضاها
وأعطت بذلك صوره مشرقة عن المرأة المسلمة وكيف أنها تستطيع أن تؤدي دورها المنوط بها في المجتمع كامرأة مع المحافظة على القيم والتعاليم الإسلامية