ذوي الإعاقات والصيام
علينا ولا شك مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة على اجتياز إعاقتهم، وأن نشعرهم بقرب لغة التفاهم والحوار،وعلينا مشاركتهم في كل الفرص التي تمنحهم المرح والبهجة والمناسبات الدينيةوجعلها ملموسة بالنسبة لهم فلابد أن نزيل شعوره بالإختلاف عن الأخرين والغربة بين الناس وعلى كل من حوله ان يعطوه الثقة بنفسه ، حتى يتحدى إعاقته .
صوم ذو الإحتياجات الخاصة:
وعن وجوب الصوم على ذوي الاحتياجات الخاصة ومدى مطالبتهم بالأحكام الشرعية فإن المسلم الذي يجب عليه الصيام هو البالغ العاقل الخالي من الأعذار الشرعية؛ فإذا كانت إعاقة الطفل جسدية بصرية أو سمعية أو حركية؛ فهذه الإعاقة لا تحول دون تكليفه بأداء فريضة الصيام، أما إذا كانت إعاقته ذهنية؛ بحيث يترتب عليها أنه لا يفهم ولا يدرك أحكام الشرع فإن هذا قد رفع عنه التكليف".
ويرى الاختصاصيون في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أن الغرض الأساسي أن يفهم الطفل معنى الصيام ومعنى رمضان كما يعلم أركان الإسلام خاصة الصلاة، وقد لا يدرك كل شيء، لكن يكفي أن يعلم أنه مسلم وعلى الأم والمربين توصيل هذه المعلومات بالقدر الذي يستطيع فهمه به عن طريق الكلمات البسيطة التي يمكن أن يستدعيها عقله
مفهوم رمضان عند الطفل الخاص
أن الطفل يستقبل رمضان بمظاهره المعروفة لدى سائر الأطفال ؛ فيصنع الفانوس ويقوم بقصه وتلوينه أو فانوس يحضره له والداه، وترديد أناشيد بسيطة مرتبطة برمضان ،كما يحتفل بالعيد بصنع الأطفال الكحك والبسكويت بالعجينة؛ حيث تصنع الأم حلويات العيد، ويتقدم الطفل في الإدراك، وفي العيد أيضًا يخرج الطفل في رحلة إلى الملاهي والحدائق ليشاركوا الناس فرحة العيد، ويشارك ذوو الاحتياجات الخاصة الأطفال العاديين تلك المناسبة.
ويجب على الأم مراعاة حالة الطفل؛ فليس كل ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن تدريبهم على الصيام؛ فبطيء التعلم ومتوسط الذكاء و"متلازمو الداون" والتوحد البسيط والإعاقة الذهنية البسيطة.. هؤلاء يدركون ويستطيعون الصيام؛ فيمتنع عن الطعام والشراب لمدة نحددها له.. ساعتين.. ساعتين، ثم ثلاثة.. ثلاثة.. حسب قدراته ويأخذ جائزة، وقد وصل أطفال كثيرون منهم إلى صيام يوم كامل. أما شديدو الإعاقة فيمكن أن يشاركونا في صيام فترة قصيرة من اليوم .
أهمية المشاركة الاجتماعية:
أهمية مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في أداء العبادات من الناحية النفسية والاجتماعية والصحية؛ فالصيام يجعل الطفل يشعر بأسرته؛ إذ يغير نظام أكله؛ فيؤجل الأكل حتى المغرب ليفطر معهم، ويستيقظ للسحور ويحفظ بعض آيات من القرآن يؤدي ولو جزءا من الصلاة؛ فيفهم أنه يشارك اجتماعيًّا، ويشعر بالقرب من الله؛ مما يعطيه الثقة نفسه، ويشعره بأنه فرد مشارك للآخرين، وهذا إحساس نفسي قوي يبهجه ويشعره بأنه كبير، كما يساعده الصيام على تحسن صحته؛ لأن الطفل الخاص غالبًا ما تكون عاداته الغذائية غير منضبطة؛ إذ يأكل للتسلية والصيام ينظم وجباته.
ويجب أن تنتبه الأم إلى قاعدة عامة عند تدريب طفلها، وهي أنها كلما عاملناه أقرب إلى الطبيعي كانت النتيجة أفضل؛ فنبدأ بفترة من اليوم، وإذا شعر بالتعب نفطره، وتزيد الفترة التي يصومها كلما كبر حتى يصل إلى صيام اليوم كله، أما إذا كان مدركًا فنشجعه على تقليدنا؛ فيصوم جزءا من اليوم ليشعر بالمشاركة.
وينصح ممارسة أنشطته التي يمارسها في غير رمضان؛ حتى لا يترتب على ذلك التراخي والكسل، ويمكن تغيير المواعيد فقط فيمارس نشاطه الرياضي والاجتماعي بعد الإفطار، ويشارك في مباريات أو دورات رياضية كجزء من الطاقة بجانب العبادات؛ ففي رمضان يتغير نظام أكله فقط، لكن يمارس حياته العادية في المدرسة والنادي الرياضي والاجتماعي.