خطة الأسرة في رمضان
للأستعداد للضيف الحبيب علينا أن نخطط له تخطيطا ذكيا كي لا تضيع منا ثانية من أوقاته الثمينة
فأول ما نستهل به الشهر من طاعة نحن وأبناؤنا عند رؤية الهلال نقول ونردِّد الدعاء المأثور عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله".
ولا ننسى فضْلَ الليلة الأولى من رمضان؛ فإن الله- سبحانه وتعالى- ينظر إلى عباده فيها، ومن نظر الله إليه (وهو
على طاعة) لا يعذبه.أشعري الأبناء بفرحة دخول رمضان، وبأهمية هذه الليلة، وأن تُحيا هذه الليلة بالقيام والقرآن
والتوبة الصادقة والنية الخالصة، بل بنيات عديدة، ونحرص فيها أن نرتقي في العبادة، من قرآن وصلاة وذكر.
يمكنك عمل جدول للأبناء، وتضعي فيه بعض الأمور ، من صلاة وصيام وصيام جوارح وصلة رحم ومذاكرة ودعاء ثم تعطي مكافآت لمن أحسن.
حددي مع أبنائك كم سيقرأون من القرآن.. وكم سيحفظون إن شاء الله، وإن فاته ورد في يوم فعليه أن يعوِّضه في اليوم التالي حتى لا يتأخر، وحدِّدي لكل ابن مصحفًا خاصًّا، ولا تنسي الجلسة الإيمانية يوميا بعد العصر للقرآن
وأذكار المساء.
أقيمي جلسة أسبوعية يوم الجمعة تتم فيها مدارسة أحكام الصيام وسيرة الرسول، مع تحقيق أداب يوم الجمعة ، من غسل وصلاة جمعة، وقراءة سورة الكهف، وتخيَّري أوقات الإجابة للدعاء وصلة الأرحام والصلاة على الرسول حتى يعتاد الأبناء ذلكوستجدين أثر طيب لهذا اللقاء في تقوية العلاقة الأسرية وتقوية الإيمانيات
المحاظة على الصلاة على وقتها وعدم تأخيرها مهما كانت الظروف، ومتابعة الأولاد في ذلك، مع الخشوع فيها
وسننها، بالإضافة إلى صلاة الضحى والتهجد قدر المستطاع للأبناء.
وقت السحَر، فهو أشرف الأوقات ولو بركعتين، واحرصي على إيقاظ الأولاد للسحور فهو بركة وسنة حتى يتقَوَّوا على الصيام وينالوا الأجر وصلاة الملائكة عليهم، وإذا بقي وقتٌ قليلٌ على الفجر يستغفرون الله ثم يصلون الفجر جماعةً، البنات مع الأم، والأبناء في مسجد مع الأب.
لا تنسَي النية في إعداد الطعام حتى تنالي أجر الصائم لكل من أفطر،وإغرسي هذا المفهوم لاأبنائك فاحرصي على دعاء الأهل للإفطار، كذلك التذكرة على أن الأكل عمومًا وسيلةٌ للتقوِّي على الطاعة وليس هدفًا في ذاته.
عدم الإسراف في الطعام، بل يمكن أن نقتصدَ قدر الإمكان ونعطي للفقير من طعامنا أو مالنا. واجعلى من أولادك وسيلة لتوصيل الطعام للفقير لتعلم هذا الوازع
تذكري صندوق الصدقات الموجود في كل بيت من بيوتنا، نضع فيه نحن وأبناؤنا ثم يعطى للفقراء.
قضاء حوائج المسلمين من أقارب وجيران وأصحاب، فهو خير من الاعتكاف شهرين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
تذكري وذكري أولادك بأهمية الدعاء، خاصةً في أوقات الإجابة، وبالأخص في وقت الإفطار؛ فإن هناك دعوةً لا تُرَدّ، مع ذكر دعاء الإفطار، ولا تنسي دعاءك للمجاهدين.
الحرص على صلاة التراويح لكل الأسرة في المسجد.
عدم السهر للجميع حتى يتسنى لهم الاستقاظ للسحور.
اهتمي بصيام الجوارح من عين وأذن ولسان وجميع الجوارح، فلنحذر التلفاز ولتتفقي مع أبنائك على ما يمكن أن يشاهدوه مما هو مفيد، ولا أظن أن الأسرة الحريصة على وقتها والحريصة على استغلال الوقت لديها وقت أصلاً لهذا الأمر.
*احرصي أشد الحرص على العشر الأواخر من رمضان، وحذارِ أن تفلت منا بسبب انشغالنا بتنظيف البيت أو الكعك أو الملابس وتجهيزات العيد؛ لأن فيها ليلة هي خير من ألف شهر، بل المطلوب تكثيف العبادة فيها قدر الإمكان، وإحياء الليل بالتهجد، وختم القرآن فيها، وتحري ليلة القدر.
*حبذا لو تخصصين لكل يوم أو أسبوع في رمضان معنى من معاني رمضان، وتحاولين تحقيقها وإيصال مفهومها لأولادك، من صبر ورحمة ومواساة..
* أن نخرج من الشهر الكريم بحقيقة وهي الصيام عما حرمه الله طوال حياتنا، وكأن حياتنا يوم صيام طويل والإفطر يكون في الآخرة في الجنة عند مليك مقتدر..