أيام رمضان الإيمانية لا يضاهيها أى أيام أخرى ، لذا تُصر كثيرات من الأمهات المرضعات والحوامل على صيام رمضان رغم رخصة الإفطار التي منحهن الله إياها ، ورغم المضاعفات التي قد يتعرضن لها .
في البداية يؤكد الدكتور أسامة عزمي استشاري وزميل الكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد بالمركز القومي للبحوث، أنه من المعروف أثناء الرضاعة أن لبن الأم يتكون أساساً في أغلبه من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون، أي أن كل هذه العناصر يجب أن تتوفر في جسم المرأة الحامل وهي ترضع طفلها وكل هذه العناصر يجب أن يحصل عليها الجسم عن طريق الغذاء الصحي المناسب مع بعض الأملاح والفيتامينات التي من المستحسن أن تستمر المرضع في تناولها كما كانت أثناء الحمل وبعد الولادة.
ويضيف أيضاً : أن الغذاء فقط ليس المسئول عن إدرار اللبن. لكن الهرمونات التي تساعد علي تكوين لبن الأم مثل هرمون "البرولاكتين" الذي يفرز من الغدة النخامية بالمخ وهرمون أكس توسن الذي يساعد علي انقباضات الرحم وعودته إلي حجمه ووضعه الطبيعي بعد إتمام عملية الحمل بسلام كما يساعد علي زيادة كمية البول أي يؤدي إلي نقص كمية المياه داخل الجسم ، لهذا من الضروري تناول السوائل بوفرة أثناء الرضاعة من أجل تعويض الكمية التي تفقد ليس فقط في اللبن ولكن عن طريق الكليتين.
من هنا يتضح أن عملية الصيام قد تؤثر بعض الشيء علي إدرار اللبن بوفرة من الثدي ولكن هذا يكمن أساساً في المرحلة الأولي وهي المرحلة التي يحتاج فيها جسم السيدة إلي تفاعل أجهزته من أجل إتمام عملية إدرار اللبن. أما بالنسبة للطفل المبتسر فيمكن لأمه أن تصوم ولكن مع أخذ بعض الاحتياطيات مثل تناول 3 لترات من السوائل من فترة الإفطار وحتى الإمساك وليس بالضرورة أن تكون هذه السوائل ماء أو مياه غازية أو خلافه مثل الشوربة أو قمر الدين.
وجبة وسطى
ولأن المرأة المرضعة تحتاج إلى سعرات حرارية أكثر ، ينصح الدكتور أسامة عزمي كل مرضعة بألا تكتفي بتناول طعام الإفطار والسحور بل يجب أن تكون هناك وجبة ثالثة في المنتصف أي حوالي الساعة الحادية عشرة أي قبل موعد الإمساك بفترة ، وذلك من أجل أن تكون كمية السعرات الحرارية التي تتناولها السيدة في اليوم هي المناسبة مع عدم إغفال الخضراوات والفواكه الطازجة أثناء الإفطار وأخذ الفيتامينات التي وصفها الطبيب المختص .
كما يحذر المرضع في حالة الإحساس بالصداع المستمر أو بالدوخة أو زغللة في العين أو نقص كمية اللبن أو أن وزن الطفل لا ينمو بالمعدل الطبيعي الذي يراه طبيب الأطفال لابد من الإفطار علي الفور وتستخدم الرخصة التي منحها لها الله سبحانه وتعالي .
وفي الوقت نفسه يؤكد علي أنه إذا كانت الأم قد أتمت ما يقرب من تسعة أشهر إلي عام وهي ترضع فليس هناك مشاكل تقريباً علي الإطلاق من صيامها أثناء عملية الرضاعة لأن في هذه الفترة يكون الطفل قد بدأ في تناول الكثير من الأطعمة واعتماده علي الرضاعة يكون في حوالي مرة أو مرتين يومياً، إما في آخر الليل أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ.