محمد محضار
الجنس : عدد الرسائل : 165 العمر : 63 المزاج : رائق نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: قصة قصيرة.....الفرصة الاخيرة ..............لمحضار الإثنين سبتمبر 21, 2009 3:35 am | |
| الشارع شبه فارغ ..تقف عند ناصيته صامتا ..تلتفت حول نفسك ..تنفث دخان سيجارتك العاشرة، التي أشعلت منذ وقوفك ..تمر شاحنة متهالكة فتطلق دخان عادمها في وجهك..تلعن الشاحنة وسائقها وتبصق على الإسفلت في غضب. تمد لك متسولة يدها المعروقة وتفتح فمها الأدرد طالبة حسنة..تشيح عنها بوجهك وترد بجفاء :"الله يجيب ألالا"..تحس انك أضعت الكثير من تلك القيم التي عشت تعب من معينها ، لم تعد تلك النزعة الإنسانية التي طالما نظرت وتحمست لها في حواراتك وسجلاتك مع زملائك المثقفين والمهتمين بالفكر الإنساني..لا شيء يجبرك الآن على الندم... ......................... أشعل سيجارة جديدة، نظر إلى ساعته..مضت ساعة على وقوفه ، لم تحضر نازك..كانت لديه قناعة مسبقة أن حضورها مشكوك فيه..ولكنه رغم ذلك حضر وانتظر حدوث المعجزة.. أنت تتذكر أن نازك كانت جزءا من ماض مثير للجدل ..عرفتها في ظروف صعبة ، منحتك جسدها ومالها ..كنت يومها طالبا مفعما بالحياة يطمح إلى الغد و يمني النفس بتحقيق ذاته.. أما هي فكانت امرأة ناضجة قد تجاوزت الثلاثين، رغم عامل فارق السن انجذبتما إلى بعضكما وتحاببتما. بعد شهر من التعارف انتقلت للإقامة معها في شقتها الفاخرة ..عشتما أشبه بزوجين .. ثم فجأة حدثت القطيعة بلا مقدمات وبلا تفصيل ذهب كل إلى حال سبيله، ربما كان الملل سببا للفراق ..وربما كان نزق الشباب دافعا لذلك..ما علينا..الانفصال حدث ومضى كل الى غايته يستحث الخطى نحو المجهول. .............. بعد عشرين سنة ..التقاها صدفة في أحد للأسواق الممتازة ، في البداية لم يصدق نفسه ، لكن تقاسيم وجهها البهي وسحر عينيها الزرقاوتين وتلك النظرة الحالمة التي تونق منهما ، جعلته يدرك أنها هي ..وأن عامل الزمن لم يغير فيها شيئا بل ربما زادها نضجا وجمالا ..اقترب منها وناداها باسمها ، فتجاهلته لكنه الح في مناداتها وقال بصوت أقرب ما يكون إلى الرجاء والاستعطاف:"نازك أرجو أن تمنحيني فرصة الحديث إليك ولو للحظة..لا تنسي أننا أكلنا خبزا وملحا معا" قبلت الاستماع إليه بعد لأي..فحدثها عن ضياعه واغترابه .. أسرت إليه بترملها منذ شهر فقط، بعد زواج لم ترزق منه أطفالا..أحس أن الحياة تبتسم له، طلب ودها من جديد ، لكنها صدته بلطف..وطلبت منه احترام الظروف التي تمر منها، ألح في طلب موعد منها, وافقت دون حماس. ............ بدأ الملل يتسرب إليك ..قلت لنفسك ..قد تجمعنا الأيام غدا أو بعد غد..ثم بدأت تستعد لمغادرة المكان .. في هذه اللحظة توقفت سيارة أجرة وترجلت منها سيدة بلباس اسود ونظارات معتمة ..التفتت إلى اليمين ثم إلى اليسار واندفعت نحوك..كانت نازك ..لقد جاءت إلى الموعد..إنها فرصتك الأخيرة.......... محمد محضار...........بدون تاريخ......... التوقيع Mahdar | |
|
فهمي السيد
الجنس : عدد الرسائل : 1684 العمر : 58 نقاط : 1906 تاريخ التسجيل : 29/05/2009
| موضوع: رد: قصة قصيرة.....الفرصة الاخيرة ..............لمحضار الإثنين سبتمبر 21, 2009 4:50 am | |
| بداية جميلة أخي / محمد المحضار
نتوق لتكملة القصة
ونتمنى نرى جديدك دوما
دمت بطيب وود
تحيتي وتقديري | |
|