محمد محضار
الجنس : عدد الرسائل : 165 العمر : 63 المزاج : رائق نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: الابتسامة الصفراء ..............لمحضار الخميس أكتوبر 01, 2009 11:50 am | |
| رسم على وجهه ابسامة صفراء, ومسح دمعة نافرة سالت على خده الذابل . ظل يحملق في وجوه الاشخاص الحاضرين , كانت الموسيقى تصدح هادرة , وصوت المغني الشعبي الناشز يحطم السكون ..وكانت الفتيات وكذا بعض النمساء يرقصن بانتشاء ظاهر ..احيانا يتسلل الى جانبهن بعض الشبان وحتى بعض الرجال ليشاركوا في الرقص ..بدا له كل شيء اشبه بالحلم ..حاول استرجاع شذرات من الماضي الآفل ..قالت له زوجته وقد احست بشروده : -الست سعيدا بحق السماء , ها قد عشت حتى زوجت اخر بناتك رد عليها وهو يبتسم : -بقدر ما انا سعيد ..بقدر ما انا حزين ..لانها ستفارقنا كأختيها ونبقى وحيدين.. قاطعته ضاحكة: -هذا شيء جميل سيصبح لنا بيت جديد نأوي اليه متى شئنا انها تحاول التخفيف عنه بكلماتها هذه ..الامر بالنسبة له يعلن عن اكتمال مهمته في الحياة ..لقد ادى واجبه ,واصبح عليه الان ان يقف مع صف المنتظرين..وتلك قصة اخرى. سمع رجلا من الحاضرين يقول لزميله: هذا حال الدنيا ..شي طالع شي نازل..احس بان قوله يعبر عن حاله .. كانت النكافة قد بدأت تردد لازمتها المعتادة في كل الاعراس , انطلقت الزغاريد وصلى الجميع على النبي..قال لنفسه ..ليفعل الزمن ماشاء ..الله موجود ..المهم ان تكون الصغيرة سعيدة ومرتاحة..الديون لا تهم والاقتطاعات المنتظرةمن الراتب الهزيل محتملة..فقد اصبحت له حصانة ضد الفقر وضيق ذات اليد ..يساعده في ذلك تدبير زوجته و حسن تصريفها لامور البيت.. هما يشتغلان معا ..ويكافحان معا ..الحياة بالنسبة لهما شغل ولاشيء غير ذلك..لحظات المتعة والحب و كل تلك الاشياء الجميلة التي يمكن ان يعيشها زوجان ظلت غائبةبالنسبة لهما. لحظاتهما الحميمية كانت نسخا كاربونية متشابهة ..احاديثهما هي دوما عن المشاكل المادية, ومتاعبهما في العمل , ومصاريف البنات ولا شئ غيرذلك..الحياة بالنسبة لهما حساب وميزانية شهرية ,وتخطيط يجب احترام بنوده . تاب الى نفسه عندما عادت زوجته لتقطع عليه لحظات استرجاعه لفصول حياته, وهي تهتف به : -هيا ..هيا بنا لنأخد صورا مع ابنتك وعريسها رد بصوت خافت: -هيا هيا الله يكمل عليها هي وزوجها...
محمد محضار2004 | |
|
محمد محضار
الجنس : عدد الرسائل : 165 العمر : 63 المزاج : رائق نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: الابتسامة الصفراء ..............لمحضار الخميس أكتوبر 01, 2009 12:00 pm | |
| هذه قراءة نقذية لتص الابتسامة الصفراء ..للاستاذة اشراق..............[size ]الابتسامة الصفراء " هي لوحة حكائية تسعى لالتقاط مشهد بسيط جدا ويومي وعادٍ، ولأنها كذلك فهي بالتالي تشتغل على خط النار السردي الذي يعرفه القاصون والروائيون بجد. الاشتغال على اليومي البسيط والساذج هو اختيار لعزلة السارد في مواجهة المهارة الحكائية وحدها. وهنا.. الكاتب يختار ساردا كلاسيكيا هو نفسه السارد الذي تختاره الجدة والحكواتي البسيط، وهو نفسه السارد المفترض الأول في نشوء الحكاية في فجر الحكي، السارد الذي يختار الضمير الغائب والأفعال الماضية، ويعرف كل شيء.. وصعوبة هذا الاختيار هو الممارسة الابداعية التي يجد الكاتب فيها نفسه إزاء اشتغال يؤسسه السؤال: ما الذي يحد معرفة السارد؟ إن العمل الابداعي عموما هو عمل يختار الحرية، حرية الكتابة وحرية التلقي، والحرية هنا تضيق كلما صار السارد "في النصوص الحكائية" يعرف أكثر، ويمسك يد القارئ ليقوده للتفاصيل كلها. ولعل الحديث الذي روجته الاتجاهات الحديثة في السرديات حول "إبداع المتلقي للنص" هو حديث يقودنا سؤال الاشتغال السالف: ما الذي يحد معرفة السارد؟ وبالتالي متي ينتهي دور السارد ليبدأ دور المتلقي، أو باختصار : كيف السبيل أمام الكتاب نحو لعبة السواد والبياض؟ كلنا نعرف كيف يتقن الحكواتي لعبة الصمت لدرجة عالية، الصمت/البياض الذي يختاره من حين لآخر كي يفتح المجال لعمل الذهن لدى المتلقي، بحيث لا يطول حد الملل ولا يقصر حد تحطيم الإشباع "كما كان يقول ابن قتيبة عن الأطلال".. في هذا النص يبدو لي أن السارد المتسلط الذي يقودنا لكل شيء يمنع عنا متعة المشاركة، .. أتساءل مثلا لماذا اختار أن يقول "انها تحاول التخفيف عنه بكلماتها هذه ..الامر بالنسبة له يعلن عن اكتمال مهمته في الحياة ...." وهي خلاصة لا تحتاج مجهودا كبيرا ليستنتجها المتلقي.. فيما كانت الاشارات التي يبثها عادة السارد الذكي ستمنح القارئ إحساسا بالاستنباط والمشاركة وبالتالي إحساسا أكبر بمتعة النص. من جانب آخر.. أتساءل كيف ومتى ولماذا نختار الحوار في نصوصنا؟ إن الحوار هو محطة أقوى وأصعب من الاختيارات المادة الحكائية، ومن المقاطع السردية نفسها، فإضافة لكونها فرصة لكسر رتابة النص، فإنها من جانب آخر فرصة لمنح الشخصيات مساحة للمشاركة وبالتالي تكسير تسلط السارد في الإفصاح عن أحاسيس أو أحداث يشعر حينها القارء أنه لم يأخذها عن طريق السارد، وبالتالي يصير الاشتغال عن البياض/ والسواد أو الصمت / والكلام فرصة لانتقالات جمالية داخل النص. بقي أن أشير إلى مدخل وقفل النص: المدخل يبدو لي شخصيا إعادة للنص، ألم يكن هناك اختيار آخر غير تكرار ما تلقاه القارئ في العنوان واتسحضر معه عددا من التمثلات،؟ أليست الجملة الأولى في النص هوة فارغة يضيع فيها زمنيا محتوى سردي معيّن؟ وما عداها من الجمل التالية كانت موضوعة بشكل أنيق أحيي الكاتب عليها بالنسبة للقفل هو خروج مفتوح وجميل من خلال جملة أخيرة مكسورة تمثل معادلا موضوعيا لانكسار خاطر الشخصية واهتزازها الداخلي.. الأستاذ محضار، سعدت بقراءة أول نص لك أتمنى أن أوفق | |
|
محمد محضار
الجنس : عدد الرسائل : 165 العمر : 63 المزاج : رائق نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: الابتسامة الصفراء ..............لمحضار الخميس أكتوبر 01, 2009 12:05 pm | |
| هذه دراسة نقدية متميزة للاستاذ والناقد محمد داني لنص الابتسامة الصفراء اقدمه تعميما للفائدة ...وشكرا
تطابق الحالة في النفس والمكان عند محمد محضار ( الابتسامة الصفراء) قصة قصيرة للمبدع سي محمد محضار، ومن خلال التاريخ المرفق لها، يتبين أن زمن كتابتها يعود إلى خمس سنوات خلت. وهي مدة لابأس بها، لا بد أن الخط الإبداعي للأستاذ محضار قد تغير ، وازدادت قوته، وتحربته. ونضجت جدا رؤيته القصصية. يكشف لنا الأديب سي محمد محضار في قصته ( الابتسامة الصفراء) عن رؤية قصصية اجتماعية، وواقعية. تتضمن فهما جيدا لكينونة وسريرة شخصيته الرئيسية. وهو يرى آخر بناته تزف إلى عريسها. إنه يضع أمامنا مرآة تعكس لنا نفسية الشخصية المحورية، ووساوسها، واختلاجاتها النفسية. فتصبح هذه الشخصية أمامنا كأنها في لحظة مكاشفة، وتداع وتعرية. ومن خلال هذه القصة ، يظهر لنا بناؤها القصصي أشبه بلوحة ذات مشاهد متعددة تتوالى أمامنا الواحدة تلو الأخرى... يضيف إليها سي محضار بعض الفنيات المتعلقة باللغة، والحوار، والسرد. هذا كله يعطينا انطباعا أكيدا، بأن الجو القصصي في ( الابتسامة الصفراء) سمة قوية، وواضحة لا يتيه عنها المتلقي من بداية البنية السردية إلى نهايتها... وهذا وفر للقصة تماسكها، وتسلسلها المنطقين وقوة حبكتها. وعندما نقف إلى هذه القصة، نجد أن لها خلقية سردية، يتوزع جوها القصصي عنصران، هما: - الواقع الاجتماعي العام، والذي يشكل لوحة واقعية، حية، حيث ينفتح فيها الملفوظ السردي على حفل زفاف، تعم فيه الفرحة والسعادة.. ويتراقص فيه الكل على أنغام موسيقى شعبية. - العنصر الثاني، وهي حالة الوجوم التي عليها الشخصية الرئيسية، والتي لها أسبابها. وهي تعطينا مشهدا نفسيا لا نستجليه ونلجه، إلا إذا عرفنا التداعيات التي تعيشها هذه الشخصية.. وأقرها على نفسيته، وما يعانيه من صراع نفسي.. وتذمر.. وهي حالة نفسية بها من الإحباط الكثير، وغير سوية في نفس الوقت... وعندما نلاحظ العنصرين، ونقوم بمقارنتهما، نجدهما خطين متوازيين لا يلتقيان، ولا يتقاطعان...أي أنهما يحملان النقيض... نقيض الحالة... فالواقع مخالف لنفسية الشخصية، أي أن البراني مخالف ، ومناقض للجواني. إن لوحة الفرح، والاحتفال تعاكسها هواجس الشخصية الرئيسية، والتي نتبين من خلال ابتسامتها الصفراء، ومن خلال عبوسها، ومخاوفها، وهواجسها الوضعية التي تعيشها زمن هذا الفرح... إنها تعاني صراعا نفسيا كبيرا، لا يداري آثاره إلا بهذه الابتسامة الصفراء، والتي يتخذها قناعا يغلف به داخله، وما ينعكس على ذلك من آثار على محياه... والسؤال: ما سبب هذه الابتسامة الصفراء؟.. وما سبب هذه الدمعة؟.. وهذا الصراع الذي يدك نفسه؟.. ما نجده من تبريرات، والتي جاءت على لسان الشخصية نفسها، يجعلنا نفهم السبب، وهو أن هذا الحزن، أو هذا الانشغال مرتبط بتفكيره بأن ابنته ستفارقه إلى بيت الزوجية:<< بقدر ما أنا سعيد.. بقدر ما أنا حزين، لأنها ستفارقنا كأختيها ونبقى وحيدين>>. هذا تبرير لسلوك يناقض الواقع.. وقد اعتمده السارد لاكتساب عطف وتعاطف المتلقي/ القارئ مع الشخصية. إن جو العرس ، يخالف تماما الجو الداخلي لنفسية الشخصية.. خاصة إذا علمنا أن التبرير المقدم على لسان الشخصية ما هو إلا ذريعة لمواراة هواجسه الحقيقية. ويفصح عنها تفكيره في المسألة في جانبها المادي. إن الاقتراض والديون، وضيق الحال، وقلة ذات اليد هي التي تجعل الشخصية في هذه الحالة النفسية، والتي لا تقوى على الإفصاح عن فرحتها... لأنه يعرف تبعات هذه الفرحة، والتي لا يجد لها الإمكانات اللازم، لجعلها فرحة كبيرة، خاصة و،أنه من الموظفين المتوسطين.. << الحياة بالنسية لهما حساب وميزانية شهرية وتخطيط، يجب احترام بنوده>>. لكن الطوارئ، والمفاجآت أحيانا تجعل احترام هذا التخطيط غير مجد، والعرس واحد من هذه الطوارئ، والتي لا ينفع معها تخطيط عاد... والجميل ، والذي يزيد من وهج هذه الصورة النفسية، هو ما خلع عليها القاص سي محمد محضار من أوصاف من مثل رسم على وجهه- مسح دمعة نافرة- خده الذابل- يحملق- حاول استرجاع شذرات الماضي الآفل- أحست بشروده...>>. وإذا أضفنا بعض المشاهد المصورة لحالة الشرود التي كان عليها ، يتبين لنا مدى المعاناة التي كان يدفنها في داخله... وتصطخب فيه كالبركان. إنه إحساس الشخصية/ الأب بالواقع المرير الذي تخبئه هذه الفرحة/ العرس، وغير المنتظرة، وهي زواج ابنته الصغرى، وخلو البيت من الأولاد، وما يتبع ذلك من تبعات مادية، وآثار اقتصادية، يجعلنا نقف على فنية وقدرة الكاتب سي محمد محضار في توظيف الواقع، وإدانته... وما يحمله هذا الوافع من جبرية، وإرغامية. والجميل أن الأديب محمد محضار قد وظف مشاهد وأوصاف لا نعتبرها عابرة. هكذا... شكلت جزء من البناء السردي لقصة. وهو الجو العام الذي كان سائدا، وكان جو الفرحة، والاحتفال. لكن شابته مظاهر اجتماعية متناقضة، يشير إليها السارد بفنية، لا تخلو من سخرية، ونقد اجتماعي خفي. ولو أنه في الواقع هذا مقصود من القاص ،ليوحي للمتلقي بأهمية هذه الأشياء الثانوية. وأنها جزء من درامية النص. أول ما يلفت انتباهنا، هو: الحاضرون... خليط من البشر.. كل يحمل طباعه.. ونفسيته، ومزاجه...كل في وضعية خاصة... بين جالس وراقص ، ومتحدث ، ومتفرج...ومثل هذه الأماكن تسود فيها مظاهر اجتماعية متناقضة( المبالغة- الكذب- الازدراء- السخرية- النميمة- التظاهر- الحسد....). والكلمة البؤرة ، والتي أعطت لما نقول قوة إيحائية، هي ( يتسلل). فكلمة ( يتسلل) تحمل أكثر من دلالة. وهذا يبين لنا العقلية التي تغلف الحاضرين... عقلية المحتفل، وعقلية المستفيد من هذا الحفل المختلط... الإشارة الثانية ، والتي يوحي إليها القاص بفنية، وهي الغناء الذي يكون في هذه الحفلات.. وفي مثل هذه المناسبات:<< وصوت المغني الشعبي الناشز يحطم السكون>>. فكلمة ( الناشز) و( يحطم) قصد القاص توظيفهما في سياقه القصصي ليؤديا دور الإدانة ، والنقد والسخرية... فهما يشيران إلى كل التناقضات التي يحفل بها مثل هذا المكان والزمان، وهو نوع من النفاق النفسي والاجتماعي. إذ الكل يعرف بأن هذا المغني في هذا العرس لا صلة له بالغناء، وأن صوته لا يمت للطرب بصلة. وأنه لا يطرب ولكن يحطم السكون الذي يحتاجه ،ويتطلبه المحيط... يقبلون عليه، وينغمسون فيه بالرقص والمشاركة في الغناء... وهذا كله يبين القبول المتناقض، أو القبول بالضد في حالات الإجبار، ولا اختيار. كما يبن حالة القبول بتمثيل الأدوار،والتظاهر بعكس ما هو في داخل النفس. إن الصورة التي ينقلها لنا القاص سي محمد محضار، والتي يرغمنا فيها على الانتقال من العياني إلى المضمر، أو الباطني، ومن المنظور إلى الذهني، ومن الجلي، إلى الخفي، يجعلنا كمتلقين نجزم بفنية قصديته هذه... وحنكته في فن القص، الشيء الذي جعل إحساسنا يتعمق بأن الحياة ذات وجهين: وجه ظاهر ووجه خفي.. وأنها مبنية على المتناقضات..وبذلك تماشى الجو العام للقصة مع الحبكة العامة لها. والحوار الموظف في هذه القصة، نتبين من خلاله موقف الشخصية المساعدة.. وهي شخصية الزوجة/ الأم. ومن خلال حوارها، وموقفها نتبين أنها شخصية قوية، ذات حظوة. ولها تأثير قوي على الشخصية الرئيسية. وبالتالي أثرت بشكل كبير على مجريات الحدث القصصي، وبنيته الدرامية. وهو رد فعل طبيعي للمرأة/ الأم. إنها تقوم بعمل المنفس عن الضغط النفسي الذي يعانيه زوجها. وتلعب دور العامل الخالق للاتزان النفسي... ويوفر للزوج/ الشخصية نوعا من التوافق المفسي، والكمون، والاسترخاء.. والتنفيس.. وهذا نلاحظه من حوارها: << - هذا شيء جميل ، سيصبح لنا بيت جديد نأوي إليه متى شئنا. هيا ... هيا بنا لنأخذ صورا مع ابنتك وعريسها...>>. كما أن تدخلات السارد في البناء السردي للقصة، يدل على أن المرأة جاء بها القاص هنا لتكون ماصا لكل الضغط الذي يحسه الرجل/ الشخصية/ الزوج... إنها صمام الأمان الذي يمنع هذه الشخصية من الجنوح، أو الانفجار، أو إظهار سلوك مناف للعرف والعادة. ولذا الجملة الواردة في النص:<< إنها تحاول التخفيف عنه بكلماتها هذه.. الأمر بالنسبة له يعلن عن اكتمال مهمته في الحياة. لقد أدى واجبه وأصبح عليه الآن أن يقف مع صف المنتظرين>>، وهذا هو الصوت الخفي الذي يطل من خلاله القاص والسارد لإبداء الرأي ، والمشاركة في الحدث، والتدخل فيه. ما جر انتباهي كقارئ/ متلق لهذه القصة، هو التطابق التام بين حالتين، واللتين أوردهما القاص سي محمد محضار في قصته ( الابتسامة الصفراء)، وهي حالة الفضار الذي يتم فيه الاحتفال.. وحالة الفضاء الداخلي للشخصية( نفسيته). ومن خلال السرد العام للقصة نتبين أن الحالتين معا تتطابقان لتعطينا حالة واحدة مشتركة بين الفضاء/ الشخصية( النفسية).وهي حالة الصخب والشرود... الصخب والشرود اللذان عما الفضاء، حيث كان الهرج، والصياح، والرقص. و عما- كذلك- نفسية الشخصية المحورية، وسببا لها هذا الغم، وهذا الشرود، والتفكير الأسود، الحزين.. لكن كيف نغطي على الحالتين؟. الحالة الأولى، سهلة جدا. إذ يكفي المشاركة في الاحتفال والرقص، والحديث مع هذا والضحك مع ذاك... لكن في الحالة الثانية تحتاج إلى أمور أخرى... فالقاص / السارد ، قدم بعضها، وهي الابتسامة الصفراء( قناع)، الترحيب بالمدعوين، إظهار السعادة، إنزال دموع الفرح- التظاهر- أخذ صور مع العروسين- الدعاء للمتزوجين...). وعندما نقف إلى النص/ القصة، وبالخصوص على رد الشخصية المحورية:<< رد بصوت خافت: هيا.. هيا... الله يكمل عليها هي وزوجها>>. ونتمعن في هذا الملفوظ، نجد أنه بخصوص الأسلبة، يتضمن نوعا من التهجين.إذ تتراص فيه لغتان في ملفوظ واحد. وتقف لغة إلى جانب أخرى، حيث يتم الانتقال من ملفوظ السارد إلى ملفوظ الشخصية، والانتقال من مسرود السارد غير المباشر إلى مسرود الشخصية المباشر... كما نجد في هذا الملفوظ – كذلك- تتراص فيه لغتان تتقاربان وتشكلان ملفوظا واحدا... وهو الإمتاح من الدارجة، والنسج منها لتوظيفها في الفصيح. فجملة:<< الله يكمل عليها هي وزوجها> ملفوظ دارجي لكنه في حلة فصيحة.. وهذا يبين مدى واقعية القصة، ومدى فنية القاص سي محمد محضار الذي كان يتغيى الواقعية، والاجتماعي، وصدق التعبير، وبساطة الحدث، وفنية المضمون، ووظيفيته./. | |
|