فتحت كفيك المضمومتين فجأة..فطارت يمامة وحطت على غصن شجرة جميز..نظرت الى اليمامة باندهاش وتأملت كفيك باستغراب..لا شيء يوحي بانهما كانا عشا لليمامة فليس هناك طوب ولا قش , بل فقط خطوط شاردة..
ابتسمت لليمامة ..لكنها ظلت تحملق فيك بتوجس..قلت لنفسك انها يمامتي وكفاي كانا لها بيتا من حرير , ولن اتركها تضيع مني, بسبب سذاجتها وسوء تقديرها للوضع.
خاطبتها بصوت مرهف:
-عودي الى عشك الدافئ ايتها اليمامة الغريرة فالمحيط الخارجي معقد وعسير والخطر يتربص بك في كل لحظة..عودي برب السماء .
لم تعرك انتباها وظلت تنظر الى الافق البعيد , وتتطلع الى الفضاء الرحب ..وعلى حين غرة حط عقاب منفوش الريش, معقوف المنقار , بارز المخالب على غصن مقابل لذلك الذي تعتليه اليمامة ..خفق قلبك بقوة..شعرت بخوف شديد على اليمامة المسكينة ..صرخت بها :
-عودي بسرعة الى ديارك سالمة
تسمرت في مكانها وجلة , غير قادرة على الحركة.
لوحت بيدك مهددا العقاب..لكنه لم يأبه لتهديدك وانقض على اليمامة منشبا مخالبه فيها............
محمد محضار 2009