ابو فادي
الجنس : عدد الرسائل : 251 نقاط : 268 تاريخ التسجيل : 05/03/2009
| موضوع: كيف يعالج الاسلام مشكلة الإقدام على المعصية؟ الجمعة مايو 01, 2009 9:05 pm | |
| الاسلام طرح لمواجهة مشكلة الإقدام على المعاصي خطتين تربويتين، خطة (وقائية) وأخرى (علاجية)، ووضع لكل من الخطتين أساليبها التربوية الخاصة بها من أجل القضاء على ظاهرة الإقدام على المعصية والجريمة، إيماناً منه بضرورة القضاء الحاسم والشامل على هذه الظاهرة المعقدة باعتبارها من أخطر ما يواجهه الانسان والمجتمع من مشاكل في الحياة. ـ أولاً: الخطة الوقائية وهي الخطة الشاملة التي وضعها الاسلام لتهيئة الأجواء التربوية الصالحة للفرد والمجتمع وإبعادهما عن جميع أسباب الانحراف وقد حددها الاسلام في ثلاثة أساليب رئيسية وهي: 1 ـ تربية الدوافع الذاتية للانسان وتقوية الرادع الداخلي الذي يصده عن اقتراف المعاصي وذلك عن طريق تقوية مشاعر الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر في ضميره ووجدانه، فان الإحساس الذاتي الدائم بالرقابة الغيبية التي تراقب الانسان في السر والعلانية، والخوف من حساب الله سبحانه، وعقابه الصارم يوم القيامة يعتبر من أهم العوامل الذاتية التي تصد الانسان من السقوط أمام مغريات الشهوات المنحرفة ودواعي المعصية، كما أكد ذلك علم الأخلاق وعلم النفس التربوي. 2 ـ تهيئة الأجواء التربوية الصالحة للفرد المسلم في داخل (الأسرة) و(المجتمع) و(المدرسة)، ومن الطبيعي أن يكون أبناء المجتمع المسلم الذي يلتزم بمبادئ الاسلام التربوية، وقيم الدين الأخلاقية أبعد الناس عن أجواء الرذيلة وأسباب المعصية. 3 ـ النظام الاجتماعي والسياسي العادل الذي يحقق للانسان حياة اقتصادية سعيدة وعيشاً موفوراً عزيزاً كريماً، فلا يتركه يعاني من آلام الفقر وضغوط الحياة وإلحاح الشهوات المحرمة، بل يوفر له كل حاجاته الضرورية بطرق نظيفة ومشروعة، ولا يمكن أن نتصور مثل هذا النظام العادل إلا في ظل حكومة اسلامية نطبق أحكام الاسلام بشكل كامل وشامل. ومن البديهي أن هذه الأساليب الوقائية لا يمكن أن تؤدي دورها التربوي بشكل صحيح وناجح في معالجة ظاهرة الإقدام على الذنوب والقضاء على أسبابها إذا كانت منفصلة عن بعضها، فلكي يكتب لهذه الأساليب الوقائية النجاح في مهامها التربوية على الصعيد الفردي والاجتماعي، لابد من أن تعمل مترابطة في ظل نظام اسلامي حاكم، وبهذه الطرق الثلاثة يقضي الاسلام على جميع العوامل التي تمهد لصنع الجريمة والوقوع في شرك المعاصي. ـ ثانياً: الخطة العلاجية وهي التي وضعها الاسلام لمعالجة مشكلة الانحراف بعد أن يتورط الانسان بالمعصية والجريمة، وذلك بالاعتماد على أساليب رئيسية أربعة، وهي كما يلي: 1 ـ العقاب الإلهي: ونقصد به عقاب الله تعالى للعاصين من عباده ـ في الدنيا قبل الآخرة ـ لغرض صدهم عن المعاصي، وتذكيرهم برقابته الدقيقة لهم، وبعض الأحيان تعتبر النتائج السيئة للذنوب كقلة الرزق ونزول البلاء التي يلاقيها المذنبون من جملة الأساليب التربوية العلاجية التي يبتلى الله سبحانه عباده بها لصدهم عن المحرمات وتربيتهم على الطاعات. قال الله سبحانه متحدثاً عن هذا اللون من التربية الإلهية: (لنذيقهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) السجدة/ 21. ومن الواضح أن رجوع العباد إلى الله سبحانه لا يكون إلا بالتوبة ولا يقع ذلك منهم إلا في الدنيا لأن المذنب بعد الممات ينسد بوجهه باب التوبة كما ذكر ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: (قال ربّ ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون). ومما يدلل على وجود مثل هذا العقاب الرباني للعاصين في الدنيا من أدل ردعهم، ما روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إذا أراد الله عزوجل بعبد خيراً عجّل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد بعبده سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة). ولكن عندما يطغى الناس في عصيان الله تعالى، ولا ينفع معهم عقابه وتذكيره لهم، فانه عند ذلك يشدد عقابه عليهم في الدنيا ويذيقهم عذاباً أليماً في الآخرة، كما قال سبحانه: (فان يتوبوا بك خيراً لهم وان يتولوا يعذبهم عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) التوبة/ 74. 2 ـ العقاب الاجتماعي، وهو الذي يلقاه مرتكب المعاصي من الرقابة الاجتماعية الصارمة في مجتمع التوحيد. والرقابة الاجتماعية في الاسلام مسؤولية شرعية يتحملها كل مسلم من أبناء المجتمع الاسلامي، فإذا وجدوا بينهم مَن يعمل بالمعاصي ويرتكب السيئات، وجب عليهم نهيه وزجره عن ذلك بأعنف الأساليب وأكثرها تأثيراً وردعاً له، قال رسول الله (ص): (مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). وتشمل هذه المسؤولية مواجهة المنكر في المراكز الاجتماعية الثلاث (الأسرة) و(المجتمع) و(الدولة)، ومما دلّ على وجوبها في داخل الأسرة حديث الإمام الصادق (ع) حينما سئل عن تفسير الآية (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة..)، فقالوا له: كيف نقي أهلنا؟ قال: (تأمرونهم وتنهونهم). ومما دل على وجوب الرقابة الاجتماعية على السلطة الاسلامية لمنعها من الانحراف حديث مشهور لرسول الله (ص) قال فيه: (ان أفضل الجهاد، كلمة عدل عند إمام جائر). ولم يترك الاسلام هذه المسؤولية الاجتماعية بدون أن يضع لها حدوداً تهذبها وتوجهها الوجهة الصحيحة، بل وضع لها أحكاماً خاصة بها وبحثها فقهاء الاسلام في باب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). 3 ـ رقابة الدولة الاسلامية الحاكمة، التي تترجم موقفها السلبي من المجرمين والمذنبين الخارجين عن حدود الله تعالى في (العقاب القضائي) وهو عقاب صارم وشديد يعينه (الحاكم المسلم العادل) بحق مرتكبي الذنوب والجرائم في المجتمع الاسلامي وفقاً لأصول إثبات الجريمة في القضاء الاسلامي، وقد تحدث عن ذلك الفقهاء، مطولاً باب (الحدود والديات والقصاص والتعزيرات). 4 ـ التوبة، وهي باب آخر من أبواب الاصلاح ومكافحة المعصية، فتحها الله لعباده لإنقاذهم من التمادي في المعصية والجريمة، ومن حالة القنوط واليأس من رحمة الله تعالى، ولوضع حد لانحراف المذنبين وإجرام العاصين ولمساعدتهم على العودة إلى حياة الطهر والاستقامة، قال الله سبحانه وتعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً، انه هو الغفور الرحيم) الزمر/ 53. هذه هي أهم الطرق والأساليب العلاجية التي رسمها الاسلام لمكافحة الجرائم والمعاصي والقضاء على أضرارها في النفس والمجتمع، والتوبة هي من جملة الوسائل العلاجية التي يعتمدها دين التوحيد للقضاء على مساوئ الذنوب وأضرارها. ولم تكن التوبة علاجاً سطحياً أو تنفسياً وقتياً للمذنبين أو المجرمين، وإنما هي علاج جذري وتغيير أساسي في حياة العصاة والجناة على الصعيد الفردي والاجتماعي.. علاج له أساليبه الخاصة طرقه التربوية المتعددة التي رسم معالمها دين القرآن الكامل من أجل أن يقضي على مظاهر الإجرام والمعصية ويطهر الغارقين في الآثام والمدمنين على الخطايا وينقذهم من خطر التمرد على الله تعالى، فمن الضروري إذن أن نتعرف بشكل واضح ومفصل على أطروحة الاسلام التربوية التي وضعها للتائبين من العصاة والمجرمين.
| |
|
قريب من الله
الجنس : عدد الرسائل : 78 العمر : 38 نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 16/04/2009
| موضوع: رد: كيف يعالج الاسلام مشكلة الإقدام على المعصية؟ السبت مايو 02, 2009 8:42 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم احيكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم اخي التقينا على محبة الله ونلقتي في رحاب الجنة انشاء الله
لا اله الا الله | |
|
الوردة الشقية
الجنس : عدد الرسائل : 779 العمر : 37 نقاط : 875 تاريخ التسجيل : 05/04/2009
| موضوع: رد: كيف يعالج الاسلام مشكلة الإقدام على المعصية؟ الثلاثاء مايو 05, 2009 4:25 pm | |
| شكرا لك وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا | |
|
الشاعر
الجنس : عدد الرسائل : 308 العمر : 54 نقاط : 365 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: رد: كيف يعالج الاسلام مشكلة الإقدام على المعصية؟ السبت مايو 09, 2009 5:03 pm | |
| جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك | |
|
نغم
الجنس : عدد الرسائل : 495 العمر : 54 نقاط : 634 تاريخ التسجيل : 11/05/2009
| موضوع: رد: كيف يعالج الاسلام مشكلة الإقدام على المعصية؟ السبت مايو 16, 2009 1:55 am | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بارك الله فيك اخى الكريم فادى فى ميزان حسناتك بأذن الله تحياتى وتقديرى | |
|