سافرت قبل أيام قليلة الفنانة السورية الشابة كندة علوش إلى مصر لتصوير
أول عمل تلفزيوني من بطولتها في القاهرة، يدعى «أهل كايرو»،
فيما كانت حاضرة في السينما المصرية في الأشهر الماضية من خلال مشاركتها
في الفيلم الروائي الطويل الذي يعرض حاليا في صالات العرض ويحمل عنوان
«أولاد العم» للمخرج شريف عرفة.
وكندة التي تميزت بأداء كثير من الشخصيات والأدوار في المسلسلات
الاجتماعية المعاصرة عرف عنها الهدوء وانسيابية الشخصيات التي تقدمها بشكل
حرفي سلس متقن، مستفيدة من مخزون ثقافي وفني، حيث درست النقد المسرحي بشكل
أكاديمي وعملت مساعدة مخرج لعدد من السنوات، مما جعل مشاركاتها الدرامية
مميزة حققت من خلالها كثيرا من الجوائز، ومنها عن دورها في مسلسل
«هدوء نسبي» الذي عرض في الموسم الماضي وشاركت في كثير من
الأعمال المعاصرة في الموسم الماضي ومنها: «على قيد الحياة»
و«سحابة صيف» و«يوم صدور الحكم» و«صراع
المال» وغيرها من الأعمال، ومنها أعمال كوميدية مثل «هيك
تجوزنا» و«بقعة ضوء»، التي أضافت لرصيدها الفني
وتجربتها المستمرة منذ عشر سنوات تكريس الحرفية والمهارة والنجومية.
«الشرق الأوسط» التقت الفنانة كندة علوش في دمشق وقبل سفرها
إلى القاهرة.. فكان الحوار التالي:
* لنتحدث بداية عن جديدك للموسم الحالي في الأعمال التلفزيونية؟
- أستعد الآن للمشاركة في التجربة الفنية الثانية لي في مصر بعد التجربة
السينمائية «ولاد العم» حيث سأصور العمل التلفزيوني
«أهل كايرو» وأشارك البطولة فيه مع الفنان المصري خالد
الصاوي، والعمل الذي سيعرض في رمضان القادم هو من تأليف السيناريست
السينمائي بلال فضل وإخراج السينمائي أيضا محمد علي وإنتاج شركة
«البركة» وأجسد فيه شخصية صحافية مصرية، كما أنهيت مؤخرا
تصوير دوري في مسلسل «رجال مطلوبون» من إنتاج
«mbc» إشراف حاتم علي إخراج سامر برقاوي وسامي جنادي، وأجسد
فيه شخصية مصممة ماكياج مقيمة في دبي. كما انتهيت من أداء دور البطولة في
مسلسل «البقعة السوداء» للمخرج رضوان المحاميد.
* هناك طموح لدى بعض الفنانين السوريين للعمل مع الدراما المصرية، كيف تنظرين لتجربتك فيها وتجربة من سبقك من الفنانين السوريين؟
- من المنطقي أن يلحق الفنان الفرصة والعمل الجيد سواء كان مصريا أو سوريا
أو لبنانيا.. وهذا حق مشروع والعمل الذي سأصوره في مصر هو عمل مميز بكافة
حيثياته ابتداء من النص المشوق والعميق في آن معا للكاتب بلال فضل،
بالإضافة إلى المخرج محمد علي الذي يتمتع بموهبة وثقافة ويعمل بلغة
سينمائية عالية، وصولا إلى التعاون مع الفنان خالد الصاوي الذي أعتبره من
أكثر الفنانين العرب اجتهادا في الفترة الأخيرة، وأنا أحترم تجربة كل
النجوم السوريين الذي عملوا في الدراما أو السينما المصرية فقد استطاعوا
أن يتركوا بصمة وهذا ما جعل المخرجين والمنتجين المصريين يرغبون في العمل
مع الفنان السوري.
* لماذا لم نشاهدك في دراما البيئة الشامية؟
- شاركت في مسلسل «حسيبة» عن رواية الروائي الكبير خيري
الذهبي الذي عرض قبل سنتين وعرض عليّ في السنوات الثلاث الماضية المشاركة
في عدد من هذه الأعمال ولكنني اعتذرت لأنني لا أجد نفسي في أعمال البيئة
الشامية فأنا ميالة للأعمال الاجتماعية المعاصرة، ولكن إن عرض علي دور
مميز في مسلسل يتناول البيئة من زاوية جديدة غير ما طرح سابقا فلن أمانع.
* والأعمال التركية المدبلجة؟
- لم أشارك فيها ولا أحبذ المشاركة، لأنني أشعر أننا نستطيع أن نقدم
درامانا العربية بالمواضيع التي تشبهنا وتحاكينا، سورية كانت أم مصرية أم
خليجية ومع الفنان العربي فلماذا نستورد أعمالا نحن قادرون على تقديم ما
يتفوق عليها. لماذا نستورد زيت الزيتون إن كان لدينا منتوجنا الجيد، هل
نفعل هذا لنكسر بضاعتنا ونبخس ثمنها، لقد أثرت هذه الأعمال سلبيا على
التوزيع والبيع وعلى سعر وانتشار المسلسل السوري بشكل خاص والعربي بشكل
عام.
* ما هو مستقبل الدراما السورية في ظل منافسة الدراما المدبلجة لها وكثرة الأعمال الخليجية؟
- من الطبيعي أن تنتشر الدراما الخليجية لأن القنوات المسيطرة هي قنوات
فضائية خليجية ومن حق هذه القنوات أن تنتج أعمالها الخاصة أو تدعمها وهذا
حقهم المشروع ولكن المشكلة نحن كسوريين لا نهتم بصناعة الدراما كما يجب،
حيث عدد الأعمال المنتجة يقل كل عام ففي الموسم الحالي انخفض عدد الأعمال
عن الموسم السابق الذي بدوره شهد انخفاض العدد للنصف عن الموسم السابق له،
فللأسف القائمون على الدراما السورية إن كان شركات إنتاج أو غيرها لا
يهتمون بذلك وليس لدينا قنوات تلفزيونية فضائية تبث الأعمال السورية
بعددها الكبير.
* هناك من يقول بعودة الشللية للوسط الفني السوري هل تنتمين أنت لشلة ما؟
- أنا لا أنتمي لأي شلة، ولكن هذه الشلل تلعب أحيانا دورا إيجابيا بسبب
وجود التفاهم بينها كفريق عمل، ولكن تسوء الأمور عندما يصير هناك شكل من
أشكال التعصب لأفراد الشلة الواحدة فلا يعملون مع أحد من خارج الشلة،
ولذلك أنا لست ضد الشلل بشرط أن تكون موضوعية وغير متعصبة.
* كيف تنظرين لأدوار الإثارة.. هل عرض عليك تقديمها؟
- لا لم يعرض علي وليست لدي الجرأة لتقديم مثل هذه الأدوار، مع أنني أحترم
من تقدمها بشرط أن تقدمها بما يخدم الدور والعمل وبشكل فني راق وليس فقط
بقصد تقديم الإثارة للإثارة.
* هل تحلمين بتجسيد شخصية ما على التلفزيون، أو إحياء سيرة حياة نجمة أو شخصية تاريخية؟
- أنا أخاف من أعمال السير الذاتية وأشعر أنها مخاطرة فمرة تصيب ومرات
كثيرة تخيب، أعجبتني كثيرا سلاف فواخرجي في أسمهان فهي أدتها ببراعة عالية
بالإضافة إلى براعة شوقي الماجري فكانت النتيجة عملا جميلا متكاملا، لكن
هذه الشروط لا تتحقق في جميع الأعمال، لذلك أنا أرى أن أعمال السير
الذاتية مخاطرة، هذا بالإضافة إلى أنها أصبحت موضة.. أنا أحب أن أجسد أي
شخصية مكتوبة بشكل جيد وجديد ضمن نص مميز مع مخرج موهوب وصاحب مشروع وكادر
فني محترف فلن أتردد مطلقا في تجسيد هذه الشخصية، وحلمي في هذا المجال أن
أوجد في السينما وأتيحت لي الفرصة في العام الماضي من خلال المشاركة في
ثلاثة أعمال سينمائية وهي «أولاد العم» مع المخرج الكبير شريف
عرفة، والفيلم السوري «مرة أخرى» للمخرج جود سعيد الذي حاز
جائزتي أفضل فيلم عربي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دمشق
السينمائي، والفيلم الإيراني «اليقظة» للمخرج عباس رافعي. ولا
أعتبر نفسي أنني حققت فرصتي في السينما ولكن مقارنة بالإنتاج السينمائي
السوري وهو قليل جدا فما قدمته كان مقبولا حيث صار رصيدي خمسة أفلام
سينمائية وأنا سعيدة بها.
* هل لديك مشروع إنتاجي أو إخراجي؟
- أنا عملت كمساعدة مخرج وأخرجت عددا من الأفلام الوثائقية وأفكر دائما
بمشروع إخراج خاص بي ولكن علي أن أدرس أكثر وأزداد خبرة في هذا المجال قبل
التوجه لإخراج عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي حتى أقف على أرضية صلبة وأنا
على تواصل دائم مع عالم الإخراج من خلال الاطلاع والمشاهدة والمتابعة
والتجارب الوثائقية التي قدمتها. وفي مجال الإنتاج لدي مكتب لإنتاج
الأعمال الوثائقية أعمل على إدارته بالتعاون مع زوجي الكاتب والمخرج فارس
الذهبي منذ عدة سنوات.
* أي من المخرجين ترتاحين للعمل معه؟
- أي مخرج موهوب ومثقف لديه مشروع فني حقيقي يسعى لتحقيقه ولديه رؤية، ولا
يعمل لمجرد الوجود ويمكن أن يخرج من الممثل شيئا جديدا ويحترم وجهة نظر
الممثل الذي يعمل معه، لكن للأسف قد تضطرنا الظروف أحيانا لأن نعمل مع
أشخاص لا تتوفر لديهم هذه المواصفات.
* هل لديك طموح لتقديم برنامج تلفزيوني كما يفعل بعض الفنانين؟
- كان لدي مشروع تقديم برنامج على إحدى القنوات الفضائية، ولكن أغلقت
مكاتبها فألغي المشروع وإذا ما عرض علي تقديم برنامج مميز فكرته جيدة
وجديدة وتتضمن حوارا ممتعا فسأوافق، لأن ذلك له علاقة بعملي لعام ونصف
العام في الصحافة وقريب من دراستي للنقد المسرحي.
* هل لديك موقع خاص بك على شبكة الإنترنت؟
- نعم لقد أسست موقعا ولكن لم أفعّله بعد وسأفعله قريبا فهو ضروري للممثل ويخدمه بشكل جيد.