قالت كاتبة عربية إن مسلسل "صرخة حجر" -الذي يعرض على MBC- غيّر موقف الرافضين للدراما التركية؛ إذ جعلهم يجلسون لمتابعة الحلقات.
وأشارت إلى أن مخرج العمل أجاد تصوير حياة الشعب الفلسطيني في ظروف
الاحتلال ببساطة، وكأن المسلسل يعبر عن حالة فنية من السهل الممتنع، على
حد تعبيرها.
وأضافت الكاتبة سامية العطعوط -في مقال نشرته بصحيفة الدستور الأردنية
الجمعة الـ9 من إبريل/نيسان 2010- "لم تعجبني أبدا المسلسلات التركية
بقضها وقضيضها.. وبعد متابعة عدد من حلقات مسلسل "نور ومهند"، لم أتابع
مسلسلا تركيا أبدا، وإن شاهدت حلقة من هنا وأخرى من هناك".
وتابعت "إن هذه الظاهرة الفنية التركية شعرت من خلالها بعودة الروح للدولة العثمانية التي حكمت المنطقة حوالي خمسمائة عام".
لكن الكاتبة عادت لتقول "إن الدراما التركية استطاعت أن تدهشنا، وأن تجعل
الرافضين لمسلسلاتها أن يجلسوا لمتابعتها قبل المدمنين عليها، من خلال
مسلسل "صرخة حجر"، فالمسلسل يتناول الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب
الفلسطيني الأعزل، ويعمل على فضح هذه الممارسات بطريقة ذكية؛ حيث يعرض
الصراع القائم على الأرض ومعاناة الفلسطينيين".
واعتبرت الكاتبة أن الإحصائيات التي تفيد وجود أكثر من مليون ونصف المليون
مادة على الإنترنت عن المسلسل خلال عشرة أيام يشير إلى تعطش الجماهير
العربية لمشاهدة مسلسلات جادة بتقنيات إخراجية بسيطة ولكنها عميقة ومؤثرة،
تتناول القضايا التي تهم الإنسان العربي في كل مكان؛ كالقضية الفلسطينية.
ورصدت الكاتبة عدة ملاحظات أساسية استقرأتها من الإقبال العربي على "صرخة
حجر"، من أبرزها أن الاهتمام المتزايد لدى المسلسلات التركية بطرح القضية
الفلسطينية هو خطاب ثقافي وسياسي تتبناه تركيا عبر الشاشة الصغيرة.
أما الملاحظة الثانية -التي أوردتها الكاتبة في مقالها- فقد أشارت إلى
الإحراج الذي سببه "صرخة حجر" للدراما العربية، التي لم تتناول منذ سنوات
الصراع العربي الإسرائيلي أو القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها عبر الشاشة
الصغيرة في إنتاج مهم يحقق نجاحا جماهيريا، باستثناء مسلسل "الاجتياح"،
الذي منع من العرض في معظم الفضائيات.
واعتبرت الكاتب العربية أن نجاح مسلسل "صرخة حجر" وغيره من المسلسلات
التركية يؤكد على عمق وخطورة مأزقنا العربي في ظل العولمة، فالعولمة لا
تعرف أبوابا ولا نوافذ ولا حواجز، والثقافة تعبر القارات في لمح البصر.
وختمت مقالها قائلة إنه على رغم أهمية المسلسل للقضية الفلسطينية إلا أنه
يبرز من ناحية أخرى مدى تأخرنا عن الآخرين بخطوات أو سنوات أو قرون.