ملتقى الفكر والجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الفكر والجمال

(ملتقى فكري ، طب بديل ، ديني، ثقافي ، علمي، ترفيهي )
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
المواضيع الأخيرة
» الصف الخامس لغة عربية الفصل الثاني2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 10:34 am من طرف Admin

» الصف السادس لغة عربية الفصل الثاني2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 10:30 am من طرف Admin

» الصف الثامن لغة عربية الفصل الثاني2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 10:28 am من طرف Admin

» الصف التاسع لغة عربية الفصل الثاني 2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 10:25 am من طرف Admin

» الصف الرابع لغة عربية الفصل الثاني 2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 9:58 am من طرف Admin

» الصف السابع لغة عربية الفصل الثاني 2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 9:54 am من طرف Admin

» الصف العاشر لغة عربية الفصل الثاني 2024/2023
الحالة الدينية Emptyالإثنين فبراير 12, 2024 9:43 am من طرف Admin

» تلخيص اجتماعيات منهاج جديد ف٢
الحالة الدينية Emptyالجمعة فبراير 02, 2024 2:31 pm من طرف ابراهيم الاسمر

» تحضير عربي لجميع الصفوف فصل ثان
الحالة الدينية Emptyالخميس فبراير 01, 2024 4:07 pm من طرف ابراهيم الاسمر

» الدروس المنشورة على صفحة اللسان العربي الفصل الثاني
الحالة الدينية Emptyالخميس ديسمبر 14, 2023 1:31 pm من طرف ابراهيم الاسمر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 98 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 98 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 249 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 8:25 am
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 16006 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عبير فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 42368 مساهمة في هذا المنتدى في 5182 موضوع

 

 الحالة الدينية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مهند منير
الحالة الدينية Ouuoou11
مهند منير


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 494
العمر : 30
نقاط : 1472
تاريخ التسجيل : 29/03/2010

الحالة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: الحالة الدينية   الحالة الدينية Emptyالأحد أبريل 11, 2010 7:12 pm

كانت
هذه الديانات هي ديانات العرب حين جاء الإسلام، وقد أصاب هذه الديانات
الانحلال والبوار، فالمشركون الذين كانوا يدعون أنهم على دين إبراهيم
كانوا بعيدين عن أوامر ونواهي شريعة إبراهيم، مهملين ما أتت به من مكارم
الأخلاق‏.‏ وكثرت فيهم المعاصي، ونشأ فيهم على توالى الزمان ما ينشأ في
الوثنيين من عادات وتقاليد تجرى مجرى الخرافات الدينية، وأثرت في الحياة
الاجتماعية والسياسية والدينية تأثيرًا بالغًا جدًا‏.‏
أما اليهودية، فقد انقلبت رياء وتحكمًا، وصار رؤساؤها أربابًا من دون
الله، يتحكمون في الناس ويحاسبونهم حتى على خطرات النفس وهمسات الشفاه،
وجعلوا همهم الحظوة بالمال والرياسة وإن ضاع الدين وانتشر الإلحاد والكفر،
والتهاون بالتعاليم التي حض الله عليها وأمر كل فرد بتقديسها‏.‏
وأما النصرانية، فقد عادت وثنية عسرة الفهم، وأوجدت خلطًا عجيبًا بين الله
والإنسان، ولم يكن لها في نفوس العرب المتدينين بهذا الدين تأثير حقيقي؛
لبعد تعاليمها عن طراز المعيشة التي ألفوها، ولم يكونوا يستطيعون الابتعاد
عنها‏.‏
وأما سائر أديان العرب‏:‏ فكانت أحوال أهلها كأحوال المشركين، فقد تشابهت قلوبهم، وتواردت عقائدهم، وتوافقت تقاليدهم وعوائدهم‏.‏

صور من المجتمع العربي الجاهلي
بعد البحث عن سياسة الجزيرة وأديانها يجمل بنا أن نلقى شيئًا من الضوء على
أحوالها الاجتماعية والاقتصادية والخلقية، وفيما يلي بيانها بإيجاز‏:‏

الحالة الاجتماعية
كانت في العرب أوساط متنوعة تختلف أحوال بعضها عن بعض، فكانت علاقة الرجل
مع أهله في الأشراف على درجة كبيرة من الرقى والتقدم، وكان لها من حرية
الإرادة ونفاذ القول القسط الأوفر، وكانت محترمة مصونة تُسَلُّ دونها
السيوف، وتراق الدماء، وكان الرجل إذا أراد أن يمتدح بما له في نظر العرب
المقام السامي من الكرم والشجاعة لم يكن يخاطب في معظم أوقاته إلا المرأة،
وربما كانت المرأة إذا شاءت جمعت القبائل للسلام، وإن شاءت أشعلت بينهم
نار الحرب والقتال، ومع هذا كله فقد كان الرجل يعتبر بلا نزاع رئيس الأسرة
وصاحب الكلمة فيها، وكان ارتباط الرجل بالمرأة بعقد الزواج تحت إشراف
أوليائها، ولم يكن من حقها أن تفتات عليهم‏.‏
بينما هذه حال الأشراف، كان هناك في الأوساط الأخرى أنواع من الاختلاط بين
الرجل والمرأة، لا نستطيع أن نعبر عنه إلا بالدعارة والمجون والسفاح
والفاحشة‏.‏ روى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها‏.‏
إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء‏:‏ فنكاح منها نكاح الناس
اليوم؛ يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح
آخر‏:‏ كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها‏:‏ أرسلي إلى فلان
فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدًا حتى يتبين حملها من ذلك
الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل
ذلك رغبة في نَجَابة الـولد، فكان هـذا النكاح ‏[‏يسمى‏]‏ نكاح الاستبضاع،
ونكاح آخر‏:‏ يجتمع الرهط دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها،
فإذا حملت، ووضعت ومر‏[‏ت‏]‏ ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم
يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، ‏[‏فـ‏]‏ تقول لهم‏:‏ قد
عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو ابنك يا فلان، ‏[‏فـ‏]‏ تسمى من
أحبت ‏[‏منهم‏]‏ باسمه، فيلحق به ولدها‏.‏ لا يستطيع أن يمتنع منه
الرجل،ونكاح رابع‏:‏يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن
جاءها،وهن البغايا،كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا، فمن أرادهن دخل
عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لهم القافة، ثم
ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطته به، ودعى ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلما
بعث ‏[‏الله‏]‏ محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح ‏[‏أهل‏]‏
الجاهلية كله إلا نكاح الإسلام اليوم‏.‏
وكانت عندهم اجتماعات بين الرجل والمرأة تعقدها شفار السيوف، وأسنة
الرماح، فكان المتغلب في حروب القبائل يسبي نساء المقهور فيستحلها، ولكن
الأولاد الذين تكون هذه أمهم يلحقهم العار مدة حياتهم‏.‏
وكان من المعروف في أهل الجاهلية أنهم كانوا يعددون بين الزوجات من غير حد
معروف ينتهي إليه، حتى حددها القرآن في أربع‏.‏ وكانوا يجمعون بين
الأختين، وكانوا يتزوجون بزوجة آبائهم إذا طلقوها أو ماتوا عنها حتى نهى
عنهما القرآن ‏{‏وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء
إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء
سَبِيلاً حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ
وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ
وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ
وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي
دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ
أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ
سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ 22،
23]‏ وكان الطلاق والرجعة بيد الرجال، ولم يكن لهما حد معين حتى حددهما
الإسلام‏.‏
وكانت فاحشة الزنا سائدة في جميع الأوساط، لا نستطيع أن نخص منها وسطًا
دون وسط، أو صنفًا دون صنف إلا أفرادًا من الرجال والنساء ممن كان تعاظم
نفوسهم يأبى الوقوع في هذه الرذيلة، وكانت الحرائر أحسن حالًا من الإماء،
والطامة الكبرى هي الإماء، ويبدو أن الأغلبية الساحقة من أهل الجاهلية لم
تكن تحس بعار في الانتساب إلى هذه الفاحشة، روى أبو داود عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال‏:‏ قام رجل فقال‏:‏ يا رسول الله، إن فلانًا ابني،
عاهرت بأمه في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا دعوة
في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الحَجَر‏)‏، وقصة
اختصام سعد بن أبي وقاص وعبد بن زَمْعَة في ابن أمة زمعة ـ وهو عبد الرحمن
بن زمعة ـ معروفة‏.‏
وكانت علاقة الرجل مع أولاده على أنواع شتى، فمنهم من يقول‏:‏
إنمـــا أولادنـــا بيننــا ** أكبادنا تمشى على الأرض
ومنهم من كان يئد البنات خشية العار والإنفاق، ويقتل الأولاد خشية الفقر
والإملاق‏:‏‏{‏قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ
تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ
وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ
بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‏}‏
‏[‏الأنعام‏:‏ 151‏]‏ ولكن لا يمكن لنا أن نعد هذا من الأخلاق المنتشرة
السائدة، فقد كانوا أشد الناس احتياجًا إلى البنين ليتقوا بهم العدو‏.‏
أما معاملة الرجل مع أخيه وأبناء عمه وعشيرته فقد كانت موطدة قوية، فقد
كانوا يحيون للعصبية القبلية ويموتون لها، وكانت روح الاجتماع سائدة بين
القبيلة الواحدة تزيدها العصبية، وكان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية
الجنسية والرحم، وكانوا يسيرون على المثل السائر‏:‏ ‏(‏انصر أخاك ظالمًا
أو مظلومًا‏)‏ على المعنى الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام؛ من
أن نصر الظالم كفه عن ظلمه، إلا أن التنافس في الشرف والسؤدد كثيرًا ما
كان يفضى إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد، كما نرى ذلك
بين الأوس والخزرج، وعَبْس وذُبْيان، وبَكْر وتَغْلِب وغيرها‏.‏
أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تمامًا، وكانت
قواهم متفانية في الحروب، إلا أن الرهبة والوجل من بعض التقاليد والعادات
المشتركة بين الدين والخرافة ربما كان يخفف من حدتها وصرامتها‏.‏ وأحيانًا
كانت الموالاة والحلف والتبعية تفضى إلى اجتماع القبائل المتغايرة‏.‏
وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونًا لهم على حياتهم وحصول معايشهم‏.‏ فقد
كانوا يأمنون فيها تمام الأمن؛ لشدة التزامهم بحرمتها، يقول أبو رجاء
العُطاردي‏:‏ إذا دخل شهر رجب قلنا‏:‏ مُنَصِّلُ الأسِنَّة؛ فلا ندع رمحًا
فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب‏.‏ وكذلك في
بقية الأشهر الحرم‏.‏
وقصارى الكلام أن الحالة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية،
فالجهل ضارب أطنابه، والخرافات لها جولة وصولة، والناس يعيشون كالأنعام،
والمرأة تباع وتشترى وتعامل كالجمادات أحيانا، والعلاقة بين الأمة واهية
مبتوتة، وما كان من الحكومات فجُلُّ همتها ملء الخزائن من رعيتها أو جر
الحروب على مناوئيها‏.‏

الحالة الاقتصادية
أما الحالة الاقتصادية، فتبعت الحالة الاجتماعية، ويتضح ذلك إذا نظرنا في
طرق معايش العرب‏.‏ فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة،
والجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام، وكان ذلك مفقودًا
في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم، وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها
أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها‏.‏
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في
العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف
الشام، نعم، كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث واقتناء الأنعام،
وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب، وكان
الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع‏.‏

الأخلاق
لا شك أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا ورذائل وأمور ينكرها العقل السليم
ويأباها الوجدان، ولكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة ما يروع
الإنسان ويفضى به إلى الدهشة والعجب، فمن تلك الأخلاق‏:‏
1 ـ الكرم‏:‏ وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به، وقد استنفدوا فيه نصف
أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة
البرد والجوع وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته،
فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه‏.‏ ومن آثار كرمهم أنهم
كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة، يكفون بذلك سفك الدماء،
وضياع الإنسان، ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات‏.‏
وكان من نتائج كرمهم أنهم كانوا يتمدحون بشرب الخمور، لا لأنها مفخرة في
ذاتها؛ بل لأنها سبيل من سبل الكرم، ومما يسهل السَّرَف على النفس، ولأجل
ذلك كانوا يسمون شَجَرَ العنب بالكَرْم، وخَمْرَه بِبِنْتِ الكرم‏.‏ وإذا
نظرت إلى دواوين أشعارالجاهلية تجد ذلك بابًا من أبواب المديح والفخر،
يقول عنترة بن شداد العبسي في معلقته‏:‏
ولقد شَرِبْتُ من المُدَامَة بَعْدَ ما ** رَكَــد الهَواجـِرُ بالمَشـُوفِ المُعْلـِم
بزُجَـاجَـةٍ صـَفْــراء ذات أســـِرَّة ** قُرنَـتْ بأزهــرَ بالشِّمَــال مُفــَدَّمِ
فــإذا شـَرِبتُ فإننــــى مُسْتَهْلـِك ** مالى وعِرْضِى وافِــرٌ لم يُكْلـَـمِ
وإذا صَحَوْتُ فما أُقَصِّرُ عن نَدَى ** وكمــا عَلمـت شمائلــى وَتَكَرُّمـِى
ومن نتائج كرمهم اشتغالهم بالميسر، فإنهم كانوا يرون أنه سبيل من سبل
الكرم؛ لأنهم كانوا يطعمون المساكين ما ربحوه أو ما كان يفضل عن سهام
الرابحين؛ ولذلك ترى القرآن لا ينكر نفع الخمر والميسر وإنما يقول‏:‏
‏{‏وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏219‏]‏
2 ـ الوفاء بالعهد‏:‏ فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به، ويستهينون في
سبيله قتل أولادهم، وتخريب ديارهم، وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود
الشيباني، والسَّمَوْأل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي‏.‏
3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم‏:‏ وكان من نتائج هذا فرط
الشجاعة وشدة الغيرة، وسرعة الانفعال، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها
رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان، وأثاروا الحروب العوان،
وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل‏.‏
4 ـ المضي في العزائم‏:‏ فإذا عزموا على شيء يرون فيه المجد والافتخار، لا يصرفهم عنه صارف، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله‏.‏
5 ـ الحلم، والأناة، والتؤدة‏:‏ كانوا يتمدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود؛ لفرط شجاعتهم وسرعة إقدامهم على القتال‏.‏
6 ـ السذاجة البدوية، وعدم التلوث بلوثات الحضارة ومكائدها‏:‏ وكان من نتائجها الصدق والأمانة، والنفور عن الخداع والغدر‏.‏
نرى أن هذه الأخلاق الثمينة ـ مع ما كان لجزيرة العرب من الموقع الجغرافي
بالنسبة إلى العالم ـ كانت سببًا في اختيار الله عز وجل إياهم لحمل عبء
الرسالة العامة، وقيادة الأمة الإنسانية، وإصلاح المجتمع البشرى؛ لأن هذه
الأخلاق وإن كان بعضها يفضى إلى الشر، ويجلب الحوادث المؤلمة إلا أنها
كانت في نفسها أخلاقًا ثمينة، تدر بالمنافع العامة للمجتمع البشرى بعد شيء
من الإصلاح، وهذا الذي فعله الإسلام‏.‏

ولعل أغلى ما عندهم من هذه الأخلاق وأعظمها نفعًا ـ بعد الوفاء بالعهد ـ
هو عزة النفس والمضي في العزائم؛ إذ لا يمكن قمع الشر والفساد وإقامة نظام
العدل والخير إلا بهذه القوة القاهرة وبهذا العزم الصميم‏.‏ ولهم أخلاق
فاضلة أخرى دون هذه التي ذكرناها، وليس قصدنا استقصاءها‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rama

الحالة الدينية Oou_uo10
rama


الجنس : انثى
عدد الرسائل : 422
العمر : 35
نقاط : 518
تاريخ التسجيل : 23/03/2009

الحالة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحالة الدينية   الحالة الدينية Emptyالإثنين أبريل 18, 2011 8:36 am

شكرااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحالة الدينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مواعيد البرامج الدينية في شهر رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الفكر والجمال  :: 

الملتقى الإسلامي :: سيرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

-
انتقل الى: