اسعدتني الظروف وولدت لاسرة ميسورة الحال ...ورغم ان والدي كان تاجرا معروفا فقد كان انسانا متواضعا الى اقسى حد محبا لحلقات الذكر ولم يكن يتوانى في اقامة ليالي شهرية لتلاوة القرآن والامداح النبوية والاوراد وكان يجل الفقهاء( والفقراء)من اهل الطرق الصوفية..في هذا الجو كبرت وترعرعت وعشت طفولتي بنزقها ...كنت انا الابن البكر ولهذا السبب نلت عطف وحذب والدي وكذلك جدتي التي لم ترحل عن دنيانا الاالسنة الماضية وتجاوزت المائة سنة رحمها الله............عانيت خلال طفولتي من ظروف صحية صعبة ولولا سهر والدي على علاجي وارادة الله لكنت في خبر كان ...
--------------------------------------------------------------------------------
ما هي القصص و الكتب التي شببت على مطالعتها بالتدريج؟خلال طفولتي وكذلك مراهقتي كان حبي للمطالعة فوق التصور ...كانت البداية بقصص الاطفال لنجيب الكيلاني ثم اغرمت بالقصص البوليسيةللكاتب الفرنسي موريس لوبلان والتي تشتهر بشخصية ارسين لوبين ...ثم اكتشفت فيما بعد قصص اغاثا كريستي..واذغار الان بو..وجورج سيمنون...وغيرهم وقادتني الصدفة لاحضر في احد الايام حلقة من الحلقات التي تقام في الاسواق الاسبوعية فوجدتني منبهرا بحكايات الشيخ الذي جمع حوله اشخاصا من مختلف الاعمار...وهو يحدثهم عن شخصية سيف بن ذي يزن البطل الهمام فكانت تلك بداية مطالعتي لقصص وحكايا الثراث القديم المشحونة بقصص الجن والانس وكل مايخطر على بال وهكذا قرأت الازلية باجزائها الاربعة ثم كتاب الف ليلة وليلة وبعدها الاجزاء الثمانية لقصة عنترة ابن شداد وملحمة فيروز شاه وحكاية حمزة البهلوان وتغريبة بنو هلال وبنو سليم وحكايات علي الزئبق ودليلة...وغيرها من كتب الثرات...وفي نفس الفترة اكتشفت نظرات وعبرات المنفلوطي وايام طه حسين ثم جاء دور قصص جرجي زيدان التاريخية وقصص احمد علي باكثير وبعدها قصص محمد عبد الحليم عبد الله صاحب رائعة اني راحلة واحسان عبد القدوس الذي سحرت رواياته الرومانسية قلوب العذارى وهكذا استمتعت بقصص مثل انا حرةكما انني سعدت بقراءة روايات الكاتب الكبير يوسف السباعي ونجيب محفوظ ويوسف ادريس ومن المغاربة عبد المجيد بن جلون صاحب كتاب في الطفولة وووادي الدماء وكذلك عبد الكريم غلاب صاحب دفنا الماضي ومحمد الاحسايني وغيرهم ومن الكتاب الاجانب قرأت لدو موباسان واميل زولا وفيرلان واوسكار ويلد واندري جيد وفيكتور هيغو ومع توالي الايام وبلوغ مرحلة الثانوي وجدتني اتبتل في محراب فكر الكاتب الموسوعي محمود عباس العقاد احد رواد مدرسة الديوان ...على كل حال المسيرة طويلة واتوقف عند هذا الحد
توقيع : mahdar