قصه قصيره لى مع إبنتَىَّ التوأمتين بالثانوية العامة
جلست فى المساء بين بنتى التوأمتين بالثانوية العامة لألقى فيهما بعض أبيات الشعر القصيرة أعبر فيها لهما عن حبى وشغفى الشديد بهما .. وكان ذلك بصيغة بسيطة ومرحة للتخفيف عنهما من عناء المذاكرة والدروس المتواليه التى أصابتهم بالتوتر والملل .. وبعد أن رويت لهما كلماتى قامتا بشكرى وقبلتانى واستئذنتا للإنصراف لاستئناف المذاكرة بغرفتهما .. ولم تمض إلا دقائق معدودة حتى دعتنى إحداهما على استحياء إلى غرفتهما وقالت لى بصوت متهدج والخجل يملأ عينيها البريئتين : أريد أن أسمعك أبى كلمات قلتها لك ردا على كلماتك !!.. فتعجبت من سرعة الكتابة والرد وقلت لها : هاتِ ما عندك .. وجلست لأستمع إلى كلماتها .. وبعد برهة من الصمت والتوتر منها بدأت تلقى الأبيات الساذجة البريئة.. وأنا أنظر إليها فى دهشة وعجب .. وإذا بها بعد البيت الأول من الأبيات ترتعد شفتاها وتهتز يدها وتمتلىء عينيها بالدموع إلا أنها تحاول التماسك وإلقاء ما تبقى من الأبيات القصيرة فى أبياتها الكبيرة بما تحويه من مشاعر الصدق والحب والبر والوفاء نحو والدها.. وما أن انتهت من إلقاء أبياتها حتى إنهارت وأجهشت بالبكاء والنحيب الشديد وألقت بنفسها بصدرى وبكينا سويا بكاءا حارا ولكنه سعيد وجميل يحمل أسمى معانى الحب الصادق بين أب وإبنته البارة .. وإذا بى ألتفت فأجد شقيقتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع .....
وقمت لأجدنى أكتب وأصف ذلك المشهد النبيل من ابنتىَّ التوأمتين
ولتسمحوا لى أن أعرض لكم ما كتبناه
كتبت لهما أولا مداعبا
عندى حبييبٌ مخلصٌ / أحببتُهُ وأحبنى بلا سبب
أحببتُ آخرَ غيره / لم ينْهَنى .. ياللعجب!!
صَرَحتُ للتالى له : / أحببت غيرك لم يَعِب !!
وصار كلا منهما / لشغافِ قلبى يكتسب
ملَكَا فؤادى واقتسم / كلتاهما عقلا وقلب
بنتاىَّ وهما توأمٌ / رئتاىَّ ربى قد وهب
فردت إحداهما
أبى لا أرى مثله / حبه فى قلبى سكن
عشقى له لا يمت / وكل يوم فى شغف
أراه لى أخٌ وأبْ / أراه الصاحب الوفى
أراه المثل الأعلى / أراه فى عينى مَلَك
أموت ليحيى والدى / وأحيى لأكون معه
وكتبت أصف ذلك المشهد كله
أبياتُ شعرٍ صِغتُها / فى إبنتىَّ كتبتُها
أصِف المحبةَ والهوى / وإليهِِما أهديتُها
أسمعتُها كلتاهما / وعليهما ردَّدتُها
ما إن رويتُ حروفَها / ومضى حديثٌ وانتهى
حتى أتت إحداهُما / تُخفى علىَّ حياءها
قالت نظمتُ أبياتا أبى / .. وجئت كى أقصَّها
وصَفَت بها حب ألَمَّ / بقلبها لوالدٍ أحَبَّها
وتعثَّرتْ كلماتُها / والدَّمعُ على وجناتها
شاركتُها دمْعاتها / وشكرتها وضممتها
أسَرَت فؤادى بشعرِها / وهزَّ قلبى دمعها
أحمد موسى