ابلع حبة دواء... وتحلى بالأخلاق والهناء.. حقاً!!؟ <P class=body align=justify>
قال لنا كل نبي ومسيح... إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق...
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإنْ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ما هي قصة الأخلاق وحبة الدواء والنفاق؟
صار هناك حبة لتحسين قدرتك الجنسية، وحبة لتهدئة أعصابك وتوترك، وحبة لكي تغط في النوم والسكون... والآن في هذا العالم المليء بالمشاكل، تحضروا للحبة الجديدة القادمة لتحسين الأخلاق عند الناس!.. كما يمكنها التقليل من سلوكك العنصري وأفكارك المتعصبة!
لقد أصبح الباحثون مهتمين جداً بتطوير تقنيات طبية حيوية، قادرة على التدخل في العملية الحيوية التي تؤثر على السلوك والتفكير الأخلاقي عند البشر، حسب الدكتور
Dr Tom Douglas وهو باحث في جامعة أكسفورد ومشارك بتأليف الكتاب المذكور.
زميله الدكتور Guy Kahane قال: "لقد أهمل العلم موضوع تحسين الأخلاق حتى الآن، لكن الأمر صار اليوم مجالاً كبيراً للمناقشة والمنافسة... هناك اليوم كمية متزايدة من الأبحاث في هذا المجال... وتظهر الدراسات أن أدوية معينة تؤثر بطريقة استجابة الناس للقضايا الأخلاقية بزيادة إحساسهم بالآخرين والانتماء للمجموعة وبتقليل السلوك العدواني عندهم".
هل نحن حقاً بحاجة لحبوب الدواء؟
هل فعلاً نحتاج للدواء لإنقاص العنف والعداء وزرع الإخاء.. وجعلنا أكثر أخلاق.. ولدينا كنز عظيم اسمه التأمل؟ وتأمل ساعة خير من عبادة سبعين عام...
وعلى أية حال، من يريد أن يكون أكثر أخلاقاً.. ما هي معايير الأخلاق المقبولة في هذه المجتمعات سواء عربية أم غربية؟
إن الأخلاق التي تأتي من الخارج ليست أخلاق على الإطلاق...
الأخلاق التي تنبع من الداخل هي الأخلاق الحقيقية
كل ما نعتقد أنه أخلاقي ليس أخلاقي فعلاً..
بل هو مجرد وراثة وتشفير من المجتمع
تم تعليمك السلوك بطريقة معينة، فقمتَ بتطبيق هذا السلوك
لكن هذا السلوك هو سلوك العبد المملوك.. لا سلوك الملوك..
ليس سلوك الإنسان الحر...
فكيف يمكن للأخلاق أن تنتج عن العبودية؟
الأخلاق ممكنة فقط عندما تكون حراً تماماً..
دون أي برمجة أو تشفير
ليست أن عليك القيام بأشياء معينة والامتناع عن أشياء أخرى
ليست أن الأخلاق واجب عليك وعليك إتباع قاعدة محددة..
لكنها تأتي تلقائياً عندما تصبح أكثر وعياً ويقظة
وانطلاقاً من هذا الوعي ستتصرف بطريقة معينة
الوعي هو الأخلاقية الصحيحة.. واللاوعي هو الأخلاقية الخاطئة
من يريد أن يكون أكثر أخلاق؟
من يريد أن يكون أكثر أخلاق في مجتمعات اليوم المليئة بالنفاق!؟
إن الناس الذين تعتقد أنهم أخلاقيين وأصحاب ضمير ودين
ما هم إلا أناس مكبوتين ومغرورين ويحملون كل أنواع الرغبات المكبوتة داخلهم..
حالما تسنح لهم الفرصة سينفجرون... يسرقون ويغتصبون ويهربون..
بسبب الخوف وسبب الطمع قاموا بكبت أنفسهم
لذلك ليس عندهم أخلاق حقيقية..
وفقط الشخص المتدين عنده أخلاق
لقد قيل لك في العادة:
عليك التحلي بالأخلاق لكي تصبح متديناً...
لكنني أقول لك العكس تماماً:
كن متديناً وستحمل الأخلاق تلقائياً...
إذا حاولت أن تصبح أخلاقياً، وربما تنجح في ذلك،
لكنك لن تصبح متديناً أبداً، وستكون أخلاقك مزيفة فحسب....
فمن أين ستتعلم الأخلاق؟ من المجتمع الخالي منها؟
من أين ستأتي إليك؟ من نفس البنية المهترئة التي تربيت فيها؟
لا.... لا يمكن أن تكون أخلاق حقيقية.. عليك أولاً أن تصبح متديناً.
ما هي قصة الأخلاق وكل الضجة حولها؟
قبل أن تحاول وتصبح صاحب أخلاق حسب عادات اليوم،
من الملائم أن تعرف ما هي قصة الأخلاق.
الأخلاق ليست دين على الإطلاق...
بالرغم من أن الشخص المتدين دائماً صاحب أخلاق...
لكن العكس غير صحيح: صاحب الأخلاق ليس بالضرورة أن يكون متديناً.
المتدين حتماً صاحب أخلاق،
لأن الدين الحقيقي يعني اختبار الألوهية والقداسة السماوية الداخلية...
المتدين هو الشخص الذي اختبر حقاً حضور ونور الله،
فكيف يمكن ألا يتحلى بالأخلاق؟
في الواقع، لقد صار هو معيار الأخلاق الحيّ...
كل ما يفعله الشخص المستنير سيكون أخلاقياً،
ولا يوجد طريقة أخرى لتعريف أو تحديد الأخلاق...
ليس الموضوع أنه يحاول فعل ما هو أخلاقي وصحيح
بل كل ما يفعله سيكون أخلاقي وصحيح...
لا يمكنه التسبب بالأذى لأي شخص.. ووجوده بركة للوجود..
بعد أن باركه الله، ماذا بقي له كي يفعل سوى نشر البركات والورود؟
سيستمر بإعطاء ما أعطاه الله إلى كل شخص يقابله ويجود...
قلبه مليء بالغبطة.. والغبطة بركة تبدأ بالفيضان
تلك الغبطة الفائضة هي الأخلاق الحقيقية
الأخلاق تعني الرحمة.... تعني المحبة... تعني الإبداع...
تعني جعل العالم أجمل قليلاً مما وجدته عليه...
تركه أكثر جمالاً واحتفالاً... وإعطاءه بعداً ووعياً جديداً