العمر لحظات قصيرة، والحياة استرسال متواصل يقودنا نحو النهاية المحتومة ، ومابين نقطة البزوغ ، ونقطة الأفول ، يعيش الإنسان صراعا عميقا مع النفس الامّارة بالسوء ، ومغريات الحياة وفتنها التي تخلب الألباب قبل القلوب ، ولأننا بشر ، فاحتمالات السقوط في بؤرة الاغتراب الروحي واردة بشكل كبير وبالتالي فإن الجانب الحسي يسيطر على ذواتنا ، ويدفعنا إلى السباحة ضد التيار ، والله حين خلق الانسان وقدّر نزوله إلى الأرض يعلم علم اليقين جسامة المسؤولية والأمانة التي يحملها هذا الاخير لقوله جل من قائل :"إنا عرضنا الأمانة علي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
وكون الإنسان جهولا ظلوما ، يعكس حقيقة تغيب عن الكثيرين ، وهي أن الإنسان تتنازعه الشهوات والأطماع والميول وتحاصره الغرائز وبالتالي فهو معرض للسقوط ، وسقوطه يعني إذا أنه سيؤذي نفسه ويمس أذاه الأخرين، بما قد يصدر عنه من سلوكات وممارسات طائشة ، وهذا طبعا ظلم نابع من جهل .
محمد محضار