احمد نور
الجنس : عدد الرسائل : 41 العمر : 34 نقاط : 111 تاريخ التسجيل : 29/07/2011
| موضوع: بقايــا..8 الإثنين أغسطس 22, 2011 10:50 pm | |
| بقايــــا..8
-كنت معزوماً فى مرة على العشاء فى ليلة من احلى الليالى التى أفتقدها من زمن كلنا اصدقاء واحس بسعاده ان ""مازلت"" كلمه توجدي بيننا حتى الان
لمّة وصحبه وفرحه تذوب فيها معانى الالم والحزن حتى وان ذكرناها فستمحى بالمشاركة بيننا من هموم واحزان
جاءت صديقتى العزيزه فى تلك المرة ،اختلط بقلبى فرحتان بلمّة الاصدقاء وبرؤيتها حيث انها العزيزة من بينهم ،رأيت فى ملامحها بعضاً من الحزن العميق الذى تخبأه ابتسامة صغيرة وتنقلات بالعينين وبعض الحيـــــــاء
أتسعت حدقة عينها وشفاهها حينما رأتني ،أخذت تسألني بحماس عنى وعن احوالى ،أشفقت على حالى وساندتني بكلام طاب لقلبي تمنيت ان اقوله لها لما حل بها هى من احزان
حينها ابديت تعجبى من كلامها من كلامها قالت لى حينها "معلش الجرح بيعلّم " أحسست بقيمة تلك الكلمات لاننى ادركتها بالفعل فى الماضى الذى مضى عليه فترة ليست بطويله لكى انسى كلياً وليست بقصيرة لكى لا انتبه لحياتى ومستقبلى وحالى بعد ذلك
-هذه المرة كان الوضع متبادلاً كنت فيما قبل آخذها وأشجعها على المشاركة بيننا فى دائره الصداقة الان اخذت يدى وكأننى أخاها الصغير ولا اعرف من اين اتى لها ذلك ولكنى احسست كأنها اخت كبيره ترشدنى لكى اعبر الطريق !! يبدو انها كبرت كثيرا فى نفسها عن اخر مرة رأيتها فيها منذ شهور طويله ...
ويبدو ان صديقى القديم كان لبقاً وذا حس راقى ورفيع هذه المرة فوضع مقعدي بجانب منظر جميل اذ كان لكل صديق مقعداً خاصاً به كانت عادات واشياء اعتدنا عليها مازالت حتى الآن حتى من تزوج فينا وارتبطت حياته
جلست انا وصديقتى العزيزة فى زاوية اعتقد انها خُلقت لمثلينا ليساعدوهم على مداواة جروحهم
هنا فضفضت لى صديقتى قطرات من دموعها اخبرتنى ان حزنها ليس بجرح إنما لان من جرحها عاد اليها معتذراً ولكنها لم تلتقى قلباً لينا منها معه حينها بل اوصدت ابواب التواصل حتى لايعود الزمن بما احتواه من جراح سألتها عن قلبها كيف هو فيه ردت بعد نظرة منها للارض بـ.."لا اعرف" قلت لها يجب ان تعلمى ،قالت اعلم ماذا قلت ان غذاً افضل كثيراً مما فــــــــــــات
خرجت منها ابتسامة واهيه كأنها تبعث بروحها رسائل يضيق منها الانتظار وتوحى بامل ضعيف فبادرت ناصحاُ اياها ان تركه والا تسمح لقلبها بتلقى ضربات اخرى لا تحتملها فيما بعد
نظرت هى متحيرة فى الامر وعمّها الصمت قليلاً ثم اضافت "وماذا افعل برايك بعد ذلك؟ "
قلت بنبرة هادئه وواثقة "إن قلبك لا يليق به سوى قلب امير يضعك ملكة فى قلبه ويضع تاجاُ على راسك اعتزازاً وليس يتركك مع الجراح والعذاب"
هزّت رأسها بإستيعاب كلامى ووضح انها قررت فى وجدانها المضى قدماً بدونه أن ما سيأى من عذاب اهون كثيراً مما قد تراه وتحسه وهى معه هكذا ابدت لى فراستي فى وجهها وعينها
اصدر باقى الاصدقاء اصواتاً ضاحكة فهلمنا بالاقتراب منهم والضحك أحسسنا بالضحك الصافى الجميل وما احلاه بعد جراح طويل أحسست اننى اريد ان املأ وجدانى ضحكاً لايام وشهور مقبله كنت اؤجل ضحكات يستثمرها قلبى لوقت أخر !! وكأننى ابنى حصناً ضد الحزن بأكثر دفاعاً مما كان عليه وتأمين اطرافه من هجوم غادر فى اى وقت ...
فقد ادركت ان النصيب اذا اتى يجب الا اتعامل معه بقلبى بل بعقلى اولا هكذا كانت اخر كلماتى لصديقتى فى طريق خروجنا والعودة
فوداعِ مبتسم كمثل اشعة الشمس أثناء الغروب وعلى لقاء أخر كمثلها دائماً بعد الشروق ................
| |
|