أنا في امتدادك أنظر
نظري محدود
تأملي بعيد
عيناي تحاولان اختراق الأفق
تحاولان فك رموز
رسمت لون الشفق
تحاولان طي صفحة المكان
تحاولان رؤية التاريخ
من كوة تغشت بضباب الزمان
وجهك المغبر
يحنو يبتسم
لأولاء البائسين
الذين يغدون خماصا
وخماصا يرجعون
لم يفقدوا الامل
مادمت تبسمين
مادمت تتعبين
لكي ينالوا حظهم
من كسرة الخبز
في زحمة الدموع
مادمت تسهرين
لكي ينالوا قسطهم
من نومة تمسح عن أجسادهم
نهارها المملوء بالسعي في الدخان
أرى بعينيك
طفلة تبيع الياسمين
وكلامها الحلو لا ينتهي
كمحيط الدائرة
كدورة السنين
تتلو خطى السنين
وعجوزا تشوي الذرة
على قارعة الرصيف
لم أدر ماخلف العيون
من أسرار
لم أدر ماخبأ الليل
لم يعطني أخبارك النهار
أنا في امتدادك الكبير أنظر
أرى جذورك السمراء
تنمو
بثورة الأبناء
بحبهم لأرضهم
بنفلهم بفرضهم
بكلهم ببعضهم
سيبلغوا النجوم
سيمتطوا السماء
مادمت تبسمين
لن يفقدوا الأمل
مادمت تبسمين
أحمد المعمار
القاهرة 6 7 2011
.