ملابس العيد ..قصة للأطفال. بقلم محمد محضار
كان شهر رمضان قد اتم ايامه الغر الميامين..والناس يستعدون للاحتفال بعيد الفطر الكريم..كانت الاسواق قد ضاقت بالمتسوقين الذين يشترون لاطفالهم ملابس العيد ولوازم الاحتفال من حلويات لذيذة وفطائر وشطائر يسيل لها اللعاب..وكذلك لحوما وخضرا طرية وفواكه طازجة..كان الكل سعيدا وفرحا بقدوم العيد..
كانت لا لا رشيدة قد منهمكة في غسل الاواني بالمطبخ بعد انتهاء وجبة الافطار..حين وقف امامها ابنها سليمان محدقا فيها بعينيه الصغيرتين نظرت اليه بحنو ..فاقترب منها وقال:
-عيدك مبارك سعيد يا امي
وردت الأ م وعيناها تدمعان:
-وعيدك انت ايضا يا ولدي الحبيب
واندفع الصغير الى صدر أمه الحنون ..فتبادلا العناق ..وسال الدمع من عيونهما مدرارا..
قال الصغير و هويداري حزنه:
-ابن جارنا الحاج مبارك ..اشترى له والده ملابس العيد ..وقد أ راني إياها..
تجمدت الكلمات على فم الام ..لكنها ضغطت على نفسها وقالت:
-تعلم يا بني أنني لا أبخل عليك أبدا..لكن الوعكة الصحية التي ألمت بي مؤخرا جعلتني أصرف كل مذخراتي ..
قاطعها الصبي:
-لاعليك ياأمي هوني على نفسك فمنذ موت أبي وأنت تتعذبين من اجل توفير القوت لنا ..وتصرفين على تعليمي..
-أنت فلذة كبدي وأمانة والدك الراحل في رقبتي
كانت لالا رشيدة منذ رحيل زوجها المفاجئ قد امتهنت العمل في البيوت حتى توفر لطفلها الوحيد ما يحتاج اليه من ملبس وغذاء وكانت لا تتردد في بدل كل جهدها من اجل اسعاده..لكنها مؤخرا أصيبت بمرض اقعدها عن العمل واضطرها الى صرف كل ما تملك من اجل العلاج..
ترك الصبي أمه ودخل إلى غرفته..تذكر أن المعلم قال لهم في درس التربية الاسلامية بأن الله لايتخلّف عن عبده إن هو دعاه وألح في دعوته ..لأن الله يحب العبد الملحاح.. اخد الطفل ورقة وقلما ثم كتب..
ليس لي سواك يا ربي فاجعل عيدي وعيد أمي سعيدا .. إنك لا ترد دعوة المحتاج...
وضع الورقة تحت مخدته ونام ...
مع إطلالة الفجر..سمعت الأم طرقا شديدا على الباب, فاسرعت تفتحه وهي مندهشة ..فمن سيطرق بيتهم في هذه الساعة المبكرة؟؟
وجدت السيدة رشيدة أمامها جارهم الحاج مبارك صحبة ابنه سلم الحاج عليها و هويبتسم :
-عيدك مبارك سعيد ألالا رشيدة ..أين سليمان ؟؟؟
-إنه ما يزال نائما يا سيدي
- أيقظيه من فضلك ..نريد أن نراه
أسرعت الأم توقظ صغيرها ..الذي أقبل على الحاج وابنه محييا ..قال الحاج
-خد يا بني هذه الملابس ...أريدك ان تستقبل العيد وأنت سعيد
وقاطعه سليمان مستغربا:
- ولكنها ملابس ابنك الجديدة يا سيدي ..
-لا عليك خدها ..فهو يتوفر على ملابس أخرى ..
-ولكن ياسيدي
-إسمع يا بني..ما انا ا إلاعبد منفذا لأوامرربه ..وقد حلمت اليوم حلما وانا أنفذه..فلا تحرمني الاجر والثواب
-لكن ياعمي هذه ملابس ابنك وقد كان سعيدا بها
وتدخلت الأم شاكرة الحاج مبارك
- هديتك مقبولة وخيرك سابق شكرا لك والحمد لله الذي جعلك تسعد ولدي سليمان..
وقبل ان ينصرف الحاج وابنه منح لالا رشيدة مبلغا من المال..
كلمة لالا :سيدة بالدارجة المغربية