قصيدتان معروفتان ومطروقتان لكن لا ضيران يتذكر الانسان قصائد جميلة.
قصيدة القيرواني قديمة بعض الشئ ورد عليها امير الشعراء ببعض الاعتراضات .
الحصري القيرواني
يا ليل الصب متى غده ؟----اقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه-------أسف للبين يردده
فبكاه النجم ورق له----مما يرعاه ويرصده
كلف بغزال ذى هيف----خوف الواشين يشرده
نصبت عيناى له شركا------فى النوم فعز تصيده
وكفى عجبا أنى قنص-------للسرب سبانى اغيده
صنم للفتنة منتصب-----أهواه ولا أتعبده
صاح والخمر جنى فمه------سكران اللحظ معربده
ينضو من مقلته سيفا-------وكأن نعاسا يغمده
فيريق دم العشاق به-------والويل لمن يتقلده
كلا لا ذنب لمن قتلت------عيناه ولم تقتل يده
يا من جحدت عيناه دمى-------وعلى خديه تورده
خداك قد اعترفا بدمى-------فعلام جفونك تجحده
إنى لأعيذك من قتلى--------وأظنك لا تتعمده
بالله هب المشتاق كرى-------فلعل خيالك يسعده
ما ضرك لو داويت ضنى------صب يدنيك وتبعده
لم يبق هواك له رمقا---------فليبك عليه عوده
وغدا يقضى أو بعد غد--------هل من نظر يتزوده
يا أهل الشوق لنا شرق--------بالدمع يفيض مورده
يهوى المشتاق لقاءكمُ----------وصروف الدهر تبعده
ما أحلى الوصل وأعذبه-------لولا الأيام تنكده
بالبين وبالهجران فيا---------لفؤادى .. كيف تجلده ؟؟
قصيدة احمد شوقي
مضناك جفاهُ مرقده------وبكاه ورحمَ عودُهُ
يستهوي الورق تاوهه-------ويذيب الصخرَ تنهدهُ
ويناجي النجمَ ويتعبه--------ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
ويعلم كلَّ مطوقة----------شجناً في الدَّوحِ ترددهُ
كم مد لطفيكَ من شركٍ-------وتادب لا يتصيدهُ
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ----------والسورة ِ إنك مفردهُ
وتمنَّت كلٌّ مقطعة---------يدها لو تبعث تشهدهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي--------أكذلك خدَّك يحجده؟
بيني في الحبِّ وبينك ما--------لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه
ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي---------بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟
ويقول : تكاد تجنُّ به--------فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده
مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه-------قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه
قسماً بثنايا لؤلُئِها------------قسم الياقوت منضده
ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ------مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه
وبخالٍ كاد يحجُّ له----------لو كان يقبَّل أسوده
وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي------وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ-------سلوى بالقلب تبرده