من اعماق البركة حيث تسكن الضفادع , يأتيك الصوت النسائي بكلماته المعهودة, تلعن الشيطان , وتخرج من الزقاق الضيق, ماذا لو ينفجر رأسك لتسيل منه كل الاوهام , ورغباتك المكبوتة . ربما سيرقص الجزء الاسفل من جسمك ..ربما سيضحك الشيطان .
حين تبتلعك الدوامة وتدور معها في الفراغ الموحش , حينئد يكون كل شئ قد صار مباحا وتكون صرختك التي لا تعرف ما وراءها شيئا منطقيا ومعقولا.
تحس بالعواصف تجعلك ألعوبة في يدها, تشعر بالبرد , والصيف في أوله ..تحس أن قوتك خائرة ..تحس الموت وانت في البداية..تمتد قوى غريبة في شكل حلزوني للامساك بجسمك النحيف ,و تجره الى النهر , لكن!!قوة جسمك العنيد تنتصر عليها في هزيمتك ..تبحث عن النور بجد , عيناك لا تتحملان الظلام تبحث ثم تبحث, وفي الاخير تستسلم وتترك للواقع الظلام يدخل عينيك فجسمك ثم يشل حركاتك.
تتجه في ضعف الى زاوية الذين يموتون بردا , تترك وجهك القديم يحتضر , بل تقتله قبل ان يموت ثم تلبس الوجه الجديد.
مسحت عرقك بعد ان وضعت حملك الثقيل, وفي ذاكرتك حلم,,هل نسيته ؟؟الحلم الذي لا يفارق ذاكرتك من الازل-.كنت ولازالت تريد ان تضاجع جسما -, ولا يزال عالقا بخيالك , لكنك خفت..لعلك تذكرت يوما مر في حياتك ولن تنساه او ربما خجلت من نفسك..
محمد محضار
نشرت بجريدة صوت الاباء سنة 1982