احمد نور
الجنس : عدد الرسائل : 41 العمر : 34 نقاط : 111 تاريخ التسجيل : 29/07/2011
| موضوع: بقايا..9 الخميس سبتمبر 01, 2011 3:40 am | |
| توالت الايام وخضعت لجدول ما فى حياتى اسير عليه وليس فارقاً معى الموت من الحياة غير اننى فى الحياة احيا وعند الممات ساموت كان يجدر بى ان افهم الاوضاع جيداً وليس كما تعودت نفسى فى الطريق ادركت ان لكل وقت أذان فإذا لم أسمع الاذان فإذا لم يأتى الوقت بعد
قد اكون تسرعت فى اتخاذ قرارات كثيره متعلقه بالمستقبل لم اضع خطط بديله فى عقبيها اذا اندثرت ولكن كنت فقط اعتمدت على ان من كان معى لن يخذلنى فى الحياة --------
مرة اخرى راجعاً الى غرفتى تبقى ايام على فرح اخى الكبير الذى ترك لى الغرفه ذاهباً الى بيته الجديد كانت تريد امى ان تزوجنا مع بعضنا اذ كان اخى سيصبر عاماً اخر كان ليسافر فيه الى عمله الجديد فى الخارج ثم يأتى ليجدنى انتهيت من تحضيراتى الدراسيه الى اكملتها بعد ان تخرجت
ولكن لم يشأ النصيب اذاً سيتزوج هو هذا العام ولكن بعد فتره ما قبل سفره بشهر او شهرين ليأخد زوجته معه وليقيما حياتهما الجديدة هناك وعلى لقاء مجدداً كما تعودت انا فى حياتى وعلى لقاء ايضا فى حياة امى من تعودها لما كان من الوالد -رحمه الله- حيث كان اخر لقاء ودعته وداعاً حاراً وكانت تحس بأنه شئ ما ينتظرها قبل مجيئه من السفر وقلب امى لا يكذب ابداً فقد رأيتها تبكى قبل ايام من امتحانى للثانوية العامه ولكنها لم تشأ ان تخبرنا الا بعد ان انتهينا ولكنى قد استنطبت من وجهها الكئيب ان شئياً ما حدث لوالدينا فى الطريق حيث كان مقرراً ان يأتى ولكن جاء امر الله اليه قبل ان يشأ القدر ان نراه للمره الاخيره التى كانت منذ اشهر معدودات
اقسمت حينها ان أطيع امى فى كل شئ حتى عندما كنت اظن انها تظلمني بقراراتها حتى انتهيت من دراستى وابحت لها بمن كنت احبها ثم جاءت معى فى زيارة قصيره لبيت حبيبتى لمناسبه ما
ففرحت بى واحست بأن الله ابدلها فرحاً بعد سنوات من الحزن والضيق
جاء بعدها اخى ايضأ بخبره السعيد فأصبح البيت فرحاً لدرجه اننا احسسنا انه لم يزوره الحزن يوماً ما
ولا دائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن كما تأتى اشارات المرور بما لا يشتهى السائقون !!!
اصبحت امى معى شيئا ليناً الى ابعد الحدود حتى الجزء الطاغى الذى كانت تقسو احيانا علينا به لم يعد فيها معى
واكتفت به مع اخى الكبير الى تتهمه بالفراق دوماً باسلوب مازح يقرب الى الهمّ والدموع
كان اخى بعدها يقبّل يديها وجبينها ثم اضفى نكتةً ما تضيع ذلك الجو الذى كان يعم علينا بسمفونيه الحزن
واذّكرها بأننى معها بطريقه مازحة "هو انا مش كفاية ولا ايه اسيبلكم البيت وامشى يعنى "
كانت تضحك بعدها وتقول "هاتروح فين وانا ماليش غيرك دلوقتى يا بنى " بطريقه فكاهيه اقرب فى بعض منها الى الجد
أحس الان بإمتزاج روحى بروحها فى شبكه واحده وعالم فريد يدعى البيت
"اصطفى البيت علينا" تظل دائماً تقولها عندما يسكن البيت الهدوء بعدما ظل سنوات طويلة يعمّه الضوضاء من اختى الكبيره التى تزوجت منذ 3اعوام وانجبت وسافرت الى محافظه اخرى او اخى كما ذكرت بذهابه الى بيته الجديد الذى سيقضى فيه شهران حتى موعد السفر
لم تعد فقط الغرفه المطلّه على الحديقة الغامضة لى بل اصبح البيت كله واصبحا انا رجله الاول مسئولاً عنه وعن تلك المرأة المسكينه التى طالها الشيب والتى بلغت من روحها الحكمه ما بلغ فيها العلماء والمشايخ
-------- بعد يومين سأستلم عملى الجديد بعد محاولات للتوظيف فى اماكن كثيرة
يبعد عملى عن البيت مسافة طويله نسبياً ولكنه ضرورى فى هذه الايام لابدأ قصه جديدة بعد خروجى من اخرى ظلت فى وجدانى اياماً كثيرة
أحسها كأنها عمراً آخر اضفى الى عمرى الشيب والكٍبَر ............ | |
|