اختلف تعيين زمن الإسراء والمعراج على أقوال شتى :
- فقيل : كان الإسراء في السنة الأولى التي أكرمه الله فيها بالنبوة ( واختاره الطبري )
- وقيل : كان بعد البعث بخمس سنين ( رجح ذلك النووي والقرطبي )
- وقيل : كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة عشر من النبوة
- وغير ذلك من الأقوال
فقبل الصواريخ وقبل الأقمار الصناعية بأكثر من ألف وثلثمائة سنة كان ...... البراق
اختلفت الروايات في وصفه وتحديد شكله ونوعه والمهم أنه من صنع الله تعالى خالق الأرض والسموات
له مع رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) معجزة فريدة وقصة كلها حقيقة ، رحلة أغرب من الخيال ، رحلة الإسراء والمعراج
حيث أسرى برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجسده من المسجد الحرام إلى بيت المقدس وهو يركبه وفي صحبتهما جبريل
وخارج مكة مروا بقافلة لقريش ضلت ناقة لها فأرشدهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى مكانها ، وفي الطريق رأى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الكثير وكان يسأل و جبريل عليه السلام يجيب
ومروا على قوم يزرعون ويحصدون وبعد الحصاد يعود الزرع كما كان فسأل الرسول جبريل : ما هذا ؟
قال جبريل : هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف
ورأوا مناظر لعذاب تاركي الصلاة والزكاة
ووصلوا القدس في لمح البصر وأمسك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالبراق – وربطه بحلقة باب المسجد الأقصى ودخل المسجد وكان الأنبياء والرسل ينتظرونه فيه فصلى بهم إماما لهم
وبعد الصلاة بدأت رحلة المعراج
عرج به إلى السماء الدنيا فاستفتح له جبريل ففتح له فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام وأقر بنبوته وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره ، ثم عرج به إلى السماء الثانية فاستفتح له فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم وسلم عليهما فردا عليه وأقرا بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف فسلم عليه فرد عليه وأقر بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فسلم عليه فرد عليه وأقر بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران فسلم عليه فرد عليه وأقر بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقى فيها موسى بن عمران فسلم عليه فرد عليه وأقر بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء السابعة فلقى فيها ابراهيم عليه السلام فسلم عليه فرد عليه وأقر بنبوته
ثم رفع إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ثم غشيها فراش من ذهب ، ثم رفع إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون ، ثم أدخل الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك
ثم عرج به إلى الله جل وعلا فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة فرجع حتى مر على موسى فقال له : بم أمرك ربك ؟ قال : بخمسين صلاة ، قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فالتفت إلى جبريل فأشار أن نعم إن شئت فعلا به جبريل فوضع عنه الله عز وجل عشرا ثم مر بموسى فأخبره فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها الله خمسا فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف فقال : " قد استحييت من ربي ولكني أرضى وأسلم "
وقد رأى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في هذه الرحلة أمورا عديدة :
# فقد عرض عليه اللبن والخمر فاختار اللبن فقيل : هديت الفطرة أما غنك لو أخذت الخمر غوت أمتك
# ورأى أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى
# ورأى مالكا خازن النار وهو لا يضحك وليس على وجهه بشاشة وكذلك رأى الجنة والنار
# ورأى أكلة أموال اليتامى ظلما لهم مشافر كمشافر الإبل يقذفون في أفواههم قطعا من نار كالأفهار فتخرج من أدبارهم
# ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم
# رأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث ويتركون الطيب
# ورأى عيرا من أهل مكة في الإياب والذهاب وقد دلهم على بعير ندّ لهم وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون ثم ترك الإناء مغطى وقد صار ذلك دليلا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء
فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى فاشتد تكذيبهم له وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له حتى عاينه فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا وأخبرهم عن وقت قدوم عيرهم وعن البعير الذي يقدمها وكان الأمر كما قال فأبى الظالمون إلا كفورا
ويقال : سمي أبو بكر صديقا لتصديقه هذه الوقعة
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ، إنه هو السميع البصير "
( كل عام وأنتم بخير )